إن العلاج الناجع والبلسم الشافي لمن ابتلى بشيء من الهوى، إلزام النفس بالكتاب والسنة، واتباع منهج السلف الصالح وتربية النفس باستمرار على التقوى والخشية من الله تعالى، واتهام النفس ومحاسبتها دائما فيما يصدر منها وعدم الاغترار بأهوائها وتزييناتها وخداعها، والإكثار من استشارة أهل العلم والإيمان واستجلاء آرائهم حول ما يريد أن يقوله ويفعله، وكذلك ترويض النفس على استنصاح الآخرين وتقبل الآراء الصحيحة الصائبة وإن كانت مخالفة لما في النفس، وتعويدها على التريث وعدم الاستعجال في إصدار الأحكام وإمضاء الأعمال، والحذر من ردود الأفعال التي قد يكون فيها إفراط وتفريط وغلو أو تقصير، وجهل وبغي وعدوان، وإكثار المرء من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى بأن يجنبه اتباع الهوى ومضلات الفتن، ويسأله تعالى أن يوفقه لقول كلمة الحق في الغضب والرضا، ويكثر من الدعاء الذي علمه رسول الله - ﷺ - لأمته: «وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب»(١)، ومن قوله - ﷺ -: «اللهم إني اعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء»(٢).
د- تقديم العقل وتحكيمه على النصوص:

(١) النسائي، كتاب السهو، باب: الدعاء بعد الذكر (٣/٥٥) صححه الألباني رحمه الله.
(٢) رواه الترمذي وصححه الألباني -رحمه الله- كما في صحيح سنن الترمذي (٣/١٨٣)


الصفحة التالية
Icon