(إن العمل الإسلامي اليوم يتصدى لتحقيق أشرف وأعظم إنجاز في دنيانا، وهو التمكين لدين الله في الأرض وإقامة الخلافة الإسلامية على رأس دولة الإسلام العالمية، التي تجمع كلمة المسلمين، وتحكم شرع الله في الأرض، وتسترد كل شبر أرض اغتصبت من الوطن الإسلامي، بل وتكسب أرضا جديدة للإسلام، وذلك بتبليغ هذا الدين الحق إلى الناس كافة حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله. فالأمر الطبيعي أن يسير العمل لتحقيق هذا الهدف العظيم بتخطيط دقيق، وألا يكون ارتجاليًّا أو ردود أفعال فيقسم الهدف الكبير إلى أهداف مرحلية، وتوضع الخطة لكل منها، والوسائل اللازمة ويتابع التنفيذ وهكذا) (١).
إن الاهتمام بأصول وقواعد التخطيط وممارسته في الحياة الدنيا وفق التصور الإسلامي الصحيح من الأسباب المهمة لتمكين دين الله.
ثالثًا: الإعداد الاقتصادي:
إن من أسباب التمكين أن تهتم الحركات الإسلامية بالجانب الاقتصادي، لأن القوة الاقتصادية هي عصب الحياة الدنيا وقوامها، والضعيف فيها يقهر ولا يحسب له حساب إلا في ظل شرع الله حين يحكم، ولذلك ينبغي على الحركات الإسلامية أن تعتمد على الذات في موارد ثابتة، وهذا من النفرة التي أمرنا الله (عز وجل) بإعدادها لمواجهة الأعداء ونشر الدين، والاستغناء عن مد يد الاستجداء، مما يوفر للدعوة والدعاة حرية التحرك، واتخاذ القرار دون ضغوط كابحة للنشاط الإسلامي من أي جهة كانت، إضافة إلى ما توفره القوة المادية من ثقل إعلامي واجتماعي وسياسي هي بأمس الحاجة إليه(٢).

(١) انظر: قضايا أساسية على طريق الدعوة للأستاذ مصطفى مشهور نقلاً عن الدعاة والتخطيط، ص٢٨.
(٢) البيان: العدد ١١٨ جمادى الآخرة ١٤١٨هـ، ص٩.


الصفحة التالية
Icon