إن الحركات الإسلامية فهمت معادلة المال وهيمنة الاقتصاد فهما جيدا وأصبحت ترى التاجر المسلم من صناع الحياة، بل هم صناع الصناع، يقول الأستاذ محمد أحمد الراشد في هذا الصدد: (وعلى خطة الدعوة أن تتوب توبة نصوحًا من إسرافهم القديم في تعليم الدعاة كراهة المال وحب الوظائف الحكومية..) (١).
وطلب في كتاب صناعة الحياة من الدعاة أن يهتموا بجمع المال ولينزل منهم نفر إلى السوق، لأن في ذلك مردود دعوي، وذكر اليهود الذين استحوذوا على الأموال والأسواق ونحن لا نجيد إلا سبهم، ونضجر من المارون والأقباط والبهرة والقاديانية والمبتدعة والأقليات إذ كان منهم السبق إلى المال، بتسهيل الدوائر الاستعمارية لهم ذلك في فترة الاستعمار جزما، وبمساعدة من قوى خفية أخرى، ولكننا لم نحسن غير
سبهم وشتمهم.
إن قوة الاقتصاد الإسلامي ووصول الأموال إلى قبضة المسلمين ستكون عاملا من عوامل قوة الدعوة الإسلامية، وستتحكم المنظومة الإسلامية على الاقتصاد العالمي وستعرض على العالم سوقًا إسلامية ومنظومة شركات إسلامية.
وسترتفع رايات المسلمين ومعنوياتهم عندما يرون رجال المال المسلمين الذين ينفقون أموالهم سرا وعلانية ابتغاء مرضاة الله، وينطلق الدعاة في كل مكان مبشرين ومنذرين وخلفهم مؤسسات وشركات تدعمهم وتقف بجانبهم، كل على ثغر، وكل يسعى لتمكين دين الله في الأرض.
إن الإعداد المالي والقوة الاقتصادية ستكون في خدمة الأمة والدعوة والسياسة والفكر، وسيسند حركة التغيير الشاملة من أجل التمكين لدين الله في الأرض.
ولابد أن تهتم الحركات الإسلامية بميدان الصناعة والزراعة والعقار والاستيراد والتصدير، وبخاصة في البلاد الحرة التي لا ينال أموالنا فيها ظلم، وفي العالم الكبير الفسيح متسع للاستثمار(٢).
إن الهيمنة على الاقتصاد وتحكيم شرع الله فيه جهاد عظيم ولها آثار على المجتمعات البشرية من أهمها:

(١) صناعة الحياة، ص٤٦.
(٢) صناعة الحياة، ص٤٦، ٤٧.


الصفحة التالية
Icon