أ- ولقد أشار القرآن الكريم إلى أهمية هذا الجانب في آيات عديدة منها:
١- قوله تعالى: ﴿وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ﴾ [التوبة: ١٢٠].
وتشير الآية الكريمة على أن كل نيل من العدو عليه جزاء(١)، وإن استطلاع أخبار العدو ومعرفة مواطن الضعف فيه، ومواقع آلياته ومنشآته يعتبر نيلا لأن ذلك يوصل للتخطيط السليم المؤدي إلى الظفر به.
٢- قال تعالى: ﴿يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُّوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ [يوسف: ٨٧].
وجه الاستدلال: أن يعقوب عليه السلام قد طلب من أبنائه أن يتحسسوا ويبحثوا عن يوسف وأخيه، وفي هذا إقرار من أحد أنبياء الله في جمع المعلومات عن الآخرين، ويعتبر جمع المعلومات من العناصر الأساسية في علم الاستخبارات، ويؤكد على مبدأ جمع المعلومات ﴿وَلاَ تَيْأَسُوا﴾(٢).
٣- قال تعالى: ﴿فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَأٍ بِنَبَأٍ
يَقِينٍ﴾
[النمل: ٢٢].
إن الآية الكريمة ذكرت مبدأ من مبادئ الاستخبارات وهو مبدأ جمع المعلومات، حيث إن الظروف التي جمعت فيها المعلومات هي ظروف حرب بدليل قوله تعالى: ﴿وَحُشِرَ لِسْلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ﴾ [النمل: ١٧]، نلحظ في هذه الآية تطبيق عناصر الاستخبارات التي هي:
- إقرار مبدأ الحصول على المعلومات:

(١) في ظلال القرآن (٤/١١)
(٢) انظر: الاستخبارات العسكرية في الإسلام، عبد الله علي، ص١٠٥.


الصفحة التالية
Icon