ومن أهم العلوم التي يجب أن يهتم بها الدعاة علم القدوم على الآخرة الذي قل وجوده بين الناس، وبين طلاب العلم، والذي بدونه لا يعتبر العالم عالما وإن حفظ الشروح والمتون والأحكام، وملأ رأسه منها ورددها على لسانه. إن هذا العلم لب العلوم وغايته، وكل مسلم محتاج إليه، والعالم أشد حاجة إليه، والداعي أحوج من الجميع إليه. إن هذا العلم هو الذي فقهه الصحابة الكرام وأشربت به قلوبهم وتنورت به عقولهم فضنوا بوقتهم أن يذهب سدى من غير طاعة الله ودعوة إليه، فاجتهدوا في أمور الخير وسارعوا في الخيرات، وحرصوا على الطاعات وتسابقوا في الدرجات حتى
جاءتهم آجالهم(١).
إن الداعية عندما يتصدر للوعظ والإرشاد والتربية والتعليم مطالب بقدر من العلم والثقافة التي تعينه على مهمته، وتؤهله لها، والمهم من ذلك يتركز في جانبين:
أ- الجانب الشرعي:
لابد للداعية أن يعرف «أن أولى العلوم وأفضلها علم الدين، لأن الناس بمعرفته يرشدون وبجهله يضلون»(٢)، وعلى الداعية أن يتعلم الحد الأدنى من العلوم الشرعية الأساسية ومن أهمها ما يلي:
١- علم العقيدة الإسلامية: أن يتعلم أصول العقيدة من كتاب معتمد مختصر على مذهب أهل السنة والجماعة ككتاب: لمعة الاعتقاد لابن قدامة، أو غيره.
٢- علم التفسير: أن يطلع على تفسير موجز موثوق يشتمل على معاني الكلمات وأسباب النزول والمعنى الإجمالي، ويفيد في ذلك بعض المصاحف المطبوع على هامشها أسباب النزول ومعاني الكلمات، ثم يجعل له زادا في دراسة متأنية لتفسير بعض السور والأجزاء المكية والمدنية من كتاب معتمد متوسط مثل «تفسير ابن كثير».

(١) انظر: أصول الدعوة، ص٣٢٨.
(٢) انظر: مقومات الدعوة والداعية الناجح، ص٥١- ٥٣.


الصفحة التالية
Icon