١- التدرج في كل علم من الأدنى إلى الأعلى، ومن الأيسر إلى الاصعب، وليعلم «أن للعلوم أوائل تؤدي إلى أواخرها، ومداخل تفضي إلى حقائقها، فليبتدئ طالب العلم بأوائلها لينتهي إلى أواخرها، وبمداخلها ليفضي إلى حقائقها، ولا يطلب الآخر قبل الأول، ولا الحقيقة قبل المدخل، فلا يدرك الآخر ولا يعرف الحقيقة لأن البناء على غير أساس لا يبنى والثمر من غير غرس لا يجنى»(١).
وهذا ابن خلدون، يوضح لك الطريق فيقول: (اعلم أن تلقين العلوم للمتعلمين يكون مفيدا إذا كان على التدرج شيئا فشيئا وقليلا قليلا) (٢).
وقال ابن شهاب الزهري المحدث الإمام: «من رام العلم جملة ذهب عنه جملة، ولكن الشيء بعد الشيء مع الأيام والليالي »(٣).
٢- الحرص على التلقي عن الشيوخ كل في فنه، وألا يعتمد على الاطلاع المجرد وحده، فهذه العلوم ليست كالصحف والمجلات يكتفي فيها بالقراءة والاطلاع، وكما قيل: «من كان شيخه كتابه فخطؤه أكثر من صوابه»(٤).
وصدق الشاعر حيث يقول:
يظن الغمر أن الكتب تهدي | أخا جهل لإدراك العلوم |
وما علم الجهول بأن فيها | مدارك قد تدق عن الفهيم |
ومن أخذ العلوم بغير شيخ | يضل عن الصراط المستقيم |
وكم من عائب قولا صحيحا | وآفته من الفهم السقيم(٥) |
ذلك عندهم(٦).
قال الشاطبي: «من أنفع طرق العلم الموصلة إلى غاية التحقق به أخذه عن أهله المتحققين به على الكمال والتمام»(٧).
(٢) مقدمة ابن خلدون، ص٥٣٣.
(٣) جامع بيان العلم وفضله، ص١٣٨.
(٤) مقومات الداعية الناجح، ص٥٤.
(٥) المصدر نفسه، ص٥٤.
(٦) المصدر نفسه، ص٥٥.
(٧) الموافقات للشاطبي، (١/٩).