وذلك بالوصول بالأفراد إلى الانضباط وحفظهم بالحزم حفظا جيدا، وإحكام إعدادهم وتكوينهم والقيام على أمرهم خير قيام.
إن حياة المسلم العادي منضبطة في كل شيء، وفق القوانين التي جاء بها الإسلام، فمن باب أولى الذين يعدون لحمل تكاليف الجهاد، فالمسلم منضبط وفق الشرع في العقيدة والفكر، وفي العبادة، وفي الخلق والسلوك وفي المعاملات كلها، وفي الكلام والصمت وفي الزي والمأكل والمشرب والمنكح، وفي النوم واليقظة، وفي الحقوق والواجبات، وفي محاسبة النفس، وفي الدعوة إلى الله والعمل من أجل الإسلام، وفي الالتزام بوعده وموعده، وفي الانتماء والاعتزاز بأنه مسلم.
وليس المسلمون في ذلك سواء فمنهم من ينضبط وفق هذه المعايير، ومنهم من يقصر في بعضها، ومنهم من يلبس عليه الشيطان أو الهوى أمره فلا ينضبط، ولقد كان من حكمة الله سبحانه ورحمته بالناس، أن جعل لعدم الانضباط عقوبات مقدرة «حدودا» ليلتزم الناس بأدب الإسلام وخلقه، ومنهجه، ونظامه.
إن مرحلة الإعداد والتربية من أهدافها الأصيلة، أن يتربى المسلم على الانضباط في كل شيء وفق المعايير والقوانين التي شرعها الله سبحانه وتعالى ليحقق الآخذ بها سعادة الدنيا والآخرة.
ومن أهم الوسائل لتحقيق هذه الأهداف أن يتعهد الأفراد المستهدفون في هذه المرحلة من قبل مشرف مختص ليشرف على تربيتهم أسبوعيًا، وفق دراسة معينة، ويُتعهدوا أيضا كل شهر ونصف ببرنامج مكثف، وتستخدم الدورات والندوات والمخيمات والمعسكرات والرحلات لتحقيق هذه الأهداف السامية، أما البرنامج المعد لهذه المرحلة فيحتوي على تربية روحية وعقلية وجسمية واجتماعية وخلقية.
ثانيًا: التربية الروحية:


الصفحة التالية
Icon