قال تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ - إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ - إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر: ١- ٣] والتواصي بالحق يدفع عن الناس كل مصيبة ويقضي على المنكرات والآثام التي في المجتمع ويجعلها تنحسر، والتواصي بالصبر يجعل المجتمع تسري فيه العدالة ويرتفع الظلم وتسوده المودة وتزول العجلة.
٣- الحث على التراحم بين أفراد المجتمع:
قال تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ [الفتح: ٢٩]. وأثنى سبحانه وتعالى على المؤمنين المتراحمين في قوله سبحانه: ﴿ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ - أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾ [البلد: ١٧، ١٨].
وهذه الآيات لم تحصر حاجات المجتمع، بل حثته بمفهومها العام على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى جلب المصالح ودفع المفاسد، والجهاد في سبيل الله وتجهيز الغزاة وعلى تأمين العيش الكريم لكل أفراده(١).
الدعامة الثالثة: تحديد الصفات التي يجب أن تسود المجتمع:

(١) انظر: فقه الدعوة إلى الله (١/٥٠٨).


الصفحة التالية
Icon