﴿فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً﴾ [البقرة: ٢٤٩]. ولقد بين الله تعالى هذا الأمر للأمة الإسلامية حتى تكون على بينة من طريقها، ورسالتها وطبيعة هذا الطريق وتلك الرسالة.
وجاء ذلك في مواضع متعددة، وبأساليب مختلفة في القرآن الكريم؛ من ذلك قوله تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ..﴾ [البقرة: ١٥٥] وقوله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ﴾ [البقرة: ٢١٤].
وقال تعالى: ﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ﴾ [آل عمران: ١٨٦] ومن الملاحظ من خلال الآيات الكريمة أن تقرير سنة الابتلاء على الأمة الإسلامية جاء في أقوى صورة من
الجزم والتأكيد(١).
وهذه سنة الله - تعالى - في العقائد، والدعوات، لابد من بلاء، ولابد من أذى في الأموال والأنفس، ولابد من صبر ومقاومة واعتزام.