٥- إن قصة انتصار نوح وإهلاك قومه أصبحت آية يعتبر بها، وجعل الله لنوح لسان صدق في الآخرين:﴿وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ [القمر: ١٥]. ﴿ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا﴾ [الإسراء: ٣]. ﴿سَلاَمٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ﴾ [الصافات: ٧٩].﴿إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: ٣٣].
وهكذا تتضح حقيقة النصر من خلال قصة نوح عليه السلام.. إن قوم نوح لم يكن في زمانهم على وجه البسيطة إلا هم، وقد كفروا بالله، وتمردوا على رسوله، سوى فئة قليلة هي التي آمنت به، فإن الله - سبحانه - أهلك جميع من في الأرض، يومئذ سوى نوح ومن آمن معه، حماية للمنهج الذي ذكر نوح أنه معرض للزوال إن بقى هؤلاء.
قال تعالى:﴿إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِرًا كَفَّارًا﴾ [نوح: ٢٧].
فأهلك هؤلاء على كثرتهم من أجل عدد من البشر يحملون الحق ويدافعون عنه، لقد أهلك الله تعالى أهل الكفر والطغيان، ومكن لأهل التوحيد والإيمان، وأصبحوا على وجه البسيطة موحدين محققين لمعاني العبادة في الحياة (١).

(١) انظر: حقيقة الانتصار للدكتور ناصر العمر ص (٣٨، ٣٩).


الصفحة التالية
Icon