إن هذه المرحلة المهمة من مراحل الدعوة يكون أفراد الجماعة الإسلامية العاملة يسعون بكل إخلاص وصدق على تنفيذ مخططات دعوتهم وتحقيق أهدافهم، والدعوة في هذا الطور جهاد وعمل متواصل في سبيل الوصول إلى الغاية، وامتحان وابتلاء لا يصبر عليهما إلا الصادقون، ولابد أن نهتم بالفرد اهتمامنا بالجماعة ونهتم بالقاعدة اهتمامنا بالقيادة حرصا على بناء الصفوف بناء إسلاميا صحيحا، إن مراحل الدعوة التي تسبق مرحلة التمكين متداخلة فيما بينها فمقدار نضج الجماعة في مرحلة التعريف والإعداد والمغالبة، تكون الأمور سائرة في الطريق الصحيح، وبمقدار ما يكون التعريف صحيحا يكون الإعداد أسهل، وبمقدار ما يكون الإعداد صحيحا تكون مرحلة المغالبة أحكم وأقوى، ومن ثم فإن النضج في هذه القضايا بشكل عام هو مظهر النضج العملي والنظري في الجماعة بقدر ما توجد عند الجماعة أجهزة مختصة ناضجة في كل قضية من هذه القضايا يكون سيرنا قد أخذ مسراه الكامل(١).
وهناك ما يسمى مرحلة المغالبة بمرحلة التنفيذ ولا مشاحة في الاصطلاح، ويقول حسن البنا - رحمه الله - في هذه المرحلة: «التنفيذ والدعوة في هذا الطور جهاد لا هوادة معه وعمل متواصل في سبيل الوصول إلى الغاية وامتحان وابتلاء لا يصبر عليهما إلا الصادقون، ولا يكفل النجاح في هذا الطور إلا كمال الطاعة»(٢).
(٢) آفاق التعلم، سعيد حوى، ص٧٦.