لميزان الحياة» (١).
لقد ورد تقرير هذه السنة الربانية هي القرآن الكريم بصفة عامة ولكن جاء التنصيص عليها في آيتين كريمتين منه: (٢)
الآية الأولى: قوله تعالى في سورة البقرة: ﴿وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [البقرة: ٢٥١].
الآية الثانية: قوله تعالى في سورة الحج: ﴿وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسمُ اللهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: ٤٠].
والملاحظ أن آية البقرة تأتى بعد ذكر نموذج من نماذج الصراع بين الحق والباطل المتمثل هنا في طالوت وجنوده المؤمنين، وجالوت وأتباعه، ويذيل الله - تعالى - الآية بقوله تعالى:﴿وَلَكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [البقرة: ٢٥١]، (مما يفيد أن دفع الفساد بهذا الطريق إنعام يعم الناس كلَّهم) (٣).
وتأتى آية الحج بعد إعلان الله تعالى أن يدافع عن أوليائه المؤمنين، وبعد إذنه لهم - سبحانه - بقتال عدوهم، ويختتم الآية بتقرير الله تعالى لقاعدة أساسية: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: ٤٠].
إن من الضروري للأمة الإسلامية أن تعي سنة الله - تعالى - في دفع الناس بعضهم ببعض: «لتدرك أن سنة الله - تعالى - في تدمير الباطل أن يقوم في الأرض حق يتمثل في أمة، ثم يقذف الله - تعالى - بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق» (٤).
(٢) المصدر نفسه، ص٢١٩.
(٣) الفخر الرازي: مفاتيح الغيب (٣/٥١٤).
(٤) في ظلال القرآن (٢/١٠٩١)
نتائج البحث
