٥- كانت غزوة بنى قريظة نتيجة من نتائج الأحزاب حيث تمّ فيها محاسبة يهود بنى قريظة الذين نقضوا العهد مع النبي - ﷺ - في أحلك الظروف وأقساها.
حروب الردة:
عندما توفى رسول الله - ﷺ - ارتدت أحياء كثيرة من العرب، وظهر النفاق، وقد كان أهل الردة على قسمين:
القسم الأول: ارتدوا عن الدين ونابذوا الملّة، وهذه الفرقة طائفتان:
١- الطائفة الأولى: فمنهم التارك للدين بالمرّة، وهم بنو طيئ، وأسد، ومن تبعهم من غطفان وعبس وذبيان وفزارة اتبعوا طليحة بن خويلد الأسدي مدعى النبوة في بنى أسد، وبنو حنيفة الذين اتبعوا مسيلمة الكذاب، وأهل اليمن الذين اتبعوا الأسود العنسى، وكثير غيرهم، وهؤلاء ارتدوا عن الدين، ونابذوا الملّة، واتبعوا مُدّعى النبوة في الجزيرة، ومنهم من ترك الصلاة والزكاة وعاد إلى ما كان عليه من الجاهلية.
٢- الطائفة الثانية: هم الدين فرقوا بين الصلاة والزكاة، فأنكروا فرض الزكاة ووجوب أدائها، وهم بعض بنى تميم، الذين يرأسهم مالك بن نويرة، وبنو هوازن وغيرهم.
وهذا القسم هو الذي وقع فيه الخلاف، فثبت أبو بكر رضي الله عنه ثم وافقه جميع الصحابة على قتال جميع المرتدين ومانعي الزكاة (١).
وخاض الصديق معارك طاحنة في الجزيرة العربية، وهزم جيوش المرتدين ونتج عن تلك المعارك نتائج مهمة من أهمها:

(١) انظر: الحكمة في الدعوة إلى الله ص (٢٢٠).


الصفحة التالية
Icon