قال سيد قطب - رحمه الله -: «وهذا ما ينبغي أن تدركه الأمة المسلمة لتعرف حقيقتها وقيمتها، وتعرف أنها أخرجت لتكون طليعة وتكون لها القيادة بما أنها هي خير أمة والله يريد أن تكون القيادة للخير لا للشر في هذه الأرض»(١).
إن هذه الأمة تعمل على نشر الخير، وصيانة المجتمعات من عوامل الفساد، لكي تبني مجتمعات صالحة على أسس من المبادئ، والاعتقادات، والتصورات، والنظم، والأخلاق، والمعارف، والعلوم المستمدة من المنهج الرباني الحكيم.
وهذه الأهداف النبيلة تجعل قيادة الأمة تنازل قوى البغي في ميادين الجهاد، لأن القوى الكافرة، دائما وأبدا تعد العدة وتبذل جهدها للقضاء على الإسلام والمسلمين، ولهذا تركب الأمة صهوات المجد، وتسل سيوفها ضد أعداء البشرية ممن يعتقدون الكفر والضلال والفساد، فتكون ثمرة هذا الجهاد المبارك القضاء على شوكة الكفر وإذلالهم وإنزال الرعب في قلوبهم وتطهير الأرض من سيطرتهم.
إن المشركين والكفار لا يراعون في المسلمين -إذا قدروا عليهم- عهدا ولا قرابة، قال تعالى: ﴿كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً﴾ [التوبة: ٨٠].
وقال تعالى: ﴿لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ﴾ [التوبة: ١٠].