لقد قام النبي - ﷺ - بحركة الجهاد واستطاع أن يقضي على شوكة الكفر في الجزيرة، ويرد كيد اليهود عليهم، ووجه ضربات موفقة للنصارى، وسار الصديق - رضي الله عنه - على نفس المنهج وخاض حروب الردة وقضى على مسيلمة الكذاب وسجاح وغيرهما، فكانت معاركه ضد المرتدين من أكبر الأسباب لنصر الإسلام وأهله وبعد انتهاء حروب الردة قام بحركة الجهاد ضد الفرس، والروم، واستمر الخلفاء من بعده على نفس المنوال، وامتدت رقعة الإسلام من الصين شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا وأخذت جيوش الإسلام تدك معاقل النصرانية في أوروبا وبسطت نفوذها على بلدان كثيرة منها»(١).
٢- دخول الناس في دين الله أفواجا:
إن أهل الباطل يستهينون بأهل الحق ويستضعفونهم ما لم يكونوا أعزة، والتاريخ يشهد على أن الناس يحترمون الحق الذي تحرسه القوة، وعندما يكون أهل الحق أعزة يدخل الناس في دين الله أفواجا، فعندما أسس - ﷺ - دولة الإسلام واكتملت لها المقومات اللازمة وشرعت في بعث السرايا، والقيام بالغزوات ضد أعداء الإسلام ووقعت بينهم وبين المسلمين معارك كان الانتصار في الغالب للمسلمين على المشركين، وبلغت قوة المسلمين ذروتها عندما وقع الصلح بينهم وبين المشركين في الحديبية حيث اعترف أهل الكفر بدولة تعقد المعاهدات وتفاوض وتصالح، وكثر الداخلون في الإسلام، وعندما نقضت قريش الصلح غزا رسول الله - ﷺ - مكة وفتحها ودخلها مظفرا فماذا كان بعد هذا الفتح المبين؟ (٢).

(١) انظر: الجهاد في سبيل الله (٢/٤٢٣).
(٢) الجهاد في سبيل الله (٢/٤٥٢، ٤٥٣).


الصفحة التالية
Icon