إن الأخذ بالأسباب التي تؤدي إلى التمكين أمر أرشدنا إليه القرآن الكريم، وحثنا على الأخذ بها سيد المرسلين - ﷺ -، وقد أمر الله تعالى بالإعداد الشامل فقال: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ﴾ [الأنفال: ٦٠] والإعداد في حقيقته أخذ بالأسباب.
إن من أهم السنن الربانية التي ترتبط بعلاقة مباشرة مع سنن التمكين سنة الأخذ بالأسباب، ولذلك يجب على الأفراد والجماعات العاملة للتمكين لدين الله من فهمها واستيعابها وإنزالها على أرض الواقع.
إن العمل بسنة الأخذ بالأسباب من صميم تحقيق العبودية لله تعالى وهو الأمر الذي خلق له العبيد، وأرسلت به الرسل، وأنزلت لأجله الكتب، وبه قامت السموات والأرض، وله وجدت الجنة والنار، فالقيام بالأسباب المأمور بها محض العبودية.
إن أسباب التمكين تنقسم إلى نوعين: أسباب معنوية، ومادية، فمن أهم الأسباب المعنوية، إعداد الأفراد الربانيين، والقيادة الربانية، ومحاربة أسباب الفرقة، التي من أهمها: الابتداع، والجهل، واتباع الهوى، وتحكيم العقل وتقديمه على النصوص ومخالفة منهج أهل السنة في النظر والاستدلال.
ومن أسباب التمكين المعنوية الأخذ بأصول الوحدة والاتحاد والاجتماع المتمثلة في وحدة العقيدة، وتحكيم الكتاب والسنة، وصدق الانتماء إلى الإسلام، وطلب الحق والتحري في ذلك، وتحقيق الأخوة بين أفراد المسلمين.
إن من أسباب التمكين المادية، الاهتمام بمبدأ التفرع والتخصص، ومراكز البحوث، والتخطيط والإدارة، والاهتمام بالقوة الاقتصادية، والإعداد الإعلامي.
إن التمكين لدين الله في الأرض يمر بمراحل لابد منها وهذه المراحل هي: مرحلة التعريف، ومرحلة الإعداد والتربية، ومرحلة المغالبة، ومرحلة الظهور.
إن الخطوة الأولى في سبيل إقامة الدولة المسلمة أو التمكين للإسلام هو التعريف به والدعوة إليه.


الصفحة التالية
Icon