وقال الشيخ عبد الوهاب خلاف(١): «والناظر في آيات القرآن الكريم وصحاح السنة يتبين أن الحكومة الإسلامية دستورية، وأن الأمر فيها ليس خاصًّا بفرد وإنما هو للأمة ممثلة في أهل الحل والعقد، لأن الله سبحانه جعل أمر المسلمين شورى بينهم، وساق وصفهم بهذا مساق الأوصاف الثابتة، والسجايا اللازمة كأمة شأن الإسلام ومن مقتضياته.. وإذا كان المسلمون أهملوا تنظيم هذه الشورى حتى ذهبت روحها، وجرؤ بعضهم أن يقول: إنها مندوبة لا محتومة، وصمت الآذان عن سماعها، وأضاعوا البيعة ومسخوها حتى جعلوها أمرا صوريا، لا يحقق الغرض منها ولا يشعر بإرادة الأمة »(٢).
وقال الأستاذ عبد القادر عودة(٣) - رحمه الله -:

(١) ولد سنة ١٨٨٠م بكفر الزيات والتحق بالأزهر الشريف سنة ١٩٠٠م، بعد أن حفظ القرآن الكريم ودرس في مدرسة القضاء الشرعي، وتخرج فيها عام ١٩١٥م، وعين مدرسًا بها وشارك في ثورة ١٩١٩م، فبرزت مواهبه الخطابية والكتابية ومارس القضاء ودرس في كلية الحقوق بجامعة القاهرة (٢٢) سنة، توفي ١٩٥٦م، مقدمة كتابه أصول الفقه.
(٢) السياسة الشرعية أو نظام الدولة في الشئون الدستورية والخارجية والمالية، ص٢٥-٢٩.
(٣) عبد القادر عودة من كبار المحامين في مصر، درس الحقوق ونبغ فيها، ودرس الفقه الإسلامي الجنائي دراسة شاملة، وواعية، وألف فيه كتابه المشهور التشريع الجنائي الإسلامي، وهو من أفضل الكتب في هذا المجال أعدمه جمال عبد الناصر في محنة الإخوان المسلمين في مصر وكان إعدامه – رحمه الله – سنة ١٩٥٥م.


الصفحة التالية
Icon