قال سيد قطب - رحمه الله -: «وجاهد الإسلام ليقيم في الأرض نظامه الخاص ويقرره ويحميه، وهو وحده النظام الذي يحقق حرية الإنسان تجاه أخيه الإنسان حينما يقرر أن هناك عبودية واحدة لله الكبير المتعال، ويلغي في الأرض عبودية البشر للبشر في جميع أشكالها، وصورها، فليس هناك فرد ولا طبقة ولا أمة تشرع الأحكام للناس وتستذلهم عن طريق التشريع، إنما هنالك رب واحد للناس جميعا هو الذي يشرع لهم على السواء، وإليه وحده يتجهون بالطاعة والخضوع كما يتجهون إليه وحده بالإيمان والعبادة سواء، فلا طاعة في هذا النظام لبشر إلا أن يكون منفذا لشريعة الله موكلا عن الجماعة ليقوم بهذا التنفيذ حيث لا يملك أن يشرع هو ابتداء لأن التشريع من شأن الألوهية وحدها، وهو مظهر الألوهية في حياة البشر، فلا يجوز أن يزاوله إنسان فيدعي لنفسه مقام الألوهية وهو واحد من العبيد.. جاهد الإسلام ليقيم هذا النظام الرفيع في الأرض ويقرره ويحميه، وكان من حقه أن يجاهد ليحطم النظم الطاغية التي تقوم على عبودية البشر للبشر والتي يدعي فيها العبيد مقام الألوهية ويزاولون فيها وظيفة الألوهية بغير حق، ولم يكن بد أن تقاومه تلك النظم الطاغية في الأرض كلها وتناصبه العداء، ولم يكن بد كذلك أن يسحقها الإسلام سحقا ليعلن نظامه الرفيع في الأرض، وما يزال هذا الجهاد لإقامة هذا النظام الرفيع مفروضا على المسلمين ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ للهِ﴾ [البقرة: ١٩٣] فلا تكون هناك ألوهية للعبيد في الأرض ولا دينونة
لغير الله»(١).
٢- دفع عدوان الكافرين:
١- إن من أهداف الجهاد في الدولة الإسلامية دفع عدوان الكافرين، وهذا العدوان أنواع منها: