٤- اعتراف المستشرق ستانلي لين بول:
نقل عنه صاحب (قصة الحضارة) العبارة التالية: لم تنعم الأندلس طول تاريخها بحكم رحيم، عادل، كما نعمت به في أيام الفاتحين)(١).
ثم عقب المستشرق اليهودي –بقوله-: (ذلك حكم يصدره مستشرق مسيحي عظيم) ثم علب عليه حسده وخبثه وحقده وأراد أن يقلل من شأن هذه الشهادة والإشادة مع اعترافه بصحة حكم إستانلي، قائلا: (قد يتطلب تحمسه شيئا من التقليل من ثنائه، لكن هذا الحكم بعد أن نقص منه ما عساه أن يكون فيه من التحمس يظل مع ذلك قائما صحيحا)(٢).
المبحث الرابع
العدل عند أهل الكتاب
إذا تكلمنا عن العدل عند أهل الكتاب، وبينا ما وصلوا إليه من ظلم وجور، وجنوح عن الإنصاف والقسط، وهم أهل كتاب أنزل الله عليهم الكتب، وأرسل إليهم الرسل تترى، ومع ذلك حادوا عن الحق وحرفوا وظلموا وطغوا و استبدوا فكيف بغيرهم من الأمم التي لم تحظ بما حظوا به من توالي الرسالات وكثرة لأنبياء ولذلك نكتفي بالعدل عند أهل الكتاب خشية الإطالة.
وسأبين العدل عند اليهود أولا فيما بينهم، ثم يما بينهم وبين غيرهم من الناس، ثم عن العدل عند النصارى كذلك فيما بينهم، ثم فيما بينهم وبين الأمم الأخرى.
أولا: مبدأ العدل عن اليهود:
أ- العدل فيما بينهم:

(١) إن عبارة الفاتحين العرب دس من المستشرقين وخصوصا أن طلائع الفتح الأولى كانت بقيادة طارق بن زياد، وهو من أصل بربري، والصحيح أن هذه البلدان فتحها المجاهدون المسلمون لنشر دين الله في الأرض.
(٢) قصة الحضارة (١٣/٢٩٢).


الصفحة التالية
Icon