وفيه أيضًا: (وإذا نزل عندكم غريب في أرضكم فلا تظلموه، كالوطني منكم يكون لكم الغريب النازل عندكم وتحبه كنفسك، لأنكم كنتم غرباء في أرض مصر، أنا الرب إلهكم لا ترتكبوا جورًا في القضاء لا في القياس ولا في الوزن ولا في الكيل، ميزان حق ووزنات حق وإيفة حق وهبن حق تكون لكم أنا الرب إلهكم الذي أخرجكم من أرض مصر فتحفظون كل فرائضي وكل أحكامي وتعملونها أنا الرب)(١).
وفيه أيضًا ما يدل على القصاص وأن النفس بالنفس: (وإذا أمات أحد إنسانا فإنه يقتل)(٢)، ومن قتل بهيمة يعوض عنها ومن قتل إنسانًا يقتل، حكم واحد يكون لكم، الغريب يكون كالوطني إني أنا الرب إلهكم)(٣).
وفي (سفر الخروج): (من ضرب إنسانا فمات يقتل قتلا)(٤)، فقد دل إذن القرآن الكريم، وأسفار التوراة التي بقيت بأيديهم على وجوب العدل عليهم والقصاص الحق عندهم، وتحريم الظلم والجور، فماذا فعل اليهود؟ لقد تلاعبوا بالنصوص وبدلوها وحرفوها، ولم يقوموا فيها بينهم بالعدل والقسط، وفرقوا بين القوى والضعيف، والحاكم والمحكوم والغني والفقير والشريف والوضيع، ولم يعدلوا بين الخلق في إقامة القصاص والحدود، كما أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنهم في حديث المخزومية التي سرقت فقطع يدها وغضب ممن جاء يشفع فيها وقام فيهم خطيبا قائلا: "أيها الناس إنما ضل من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد..."(٥).

(١) إصحاح (١٩) فقرة (٣٣-٣٧).
(٢) لاوبين: إصحاح (٢٤) فقرة (١٧).
(٣) لاوبين: إصحاح (٢٤) فقرة (٢١-٢٢).
(٤) إصحاح (٢١) فقرة (١٢).
(٥) أخرجه البخاري، كتاب الحدود، باب كراهية الشافعة في الحد إذا رفع إلى السلطان (١٢/٨٧)، رقم الحديث (٦٧٨٨).


الصفحة التالية
Icon