الأمر الثالث: أن يكون على بصيرة في كيفية الدعوة(١) وقد رسم الله طرق الدعوة ومسالكها في آيات كثيرة منها: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ) [يوسف: ١٠٨]، وهذه قاعدة قوية متينة في الدعوة إلى الله تعالى ثم تكون هذه القاعدة متفرعة إلى ثلاثة أبواب: وهي الدعوة إلى الله: بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن(٢). قال تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) [النحل: ١٢٥].
أما الباب الرابع: في الدعوة إلى الله باستخدام القوة عند الحاجة إليها كما قال تعالى: (وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) [العنكبوت: ٤٦]، ولا شك أن أحسن الطرق في دعوة الناس طريق القرآن، ومخاطبته لهم، ومجادلتهم(٣).
المبحث الرابع
أركان الحكمة
توطئة: الحكمة أركان ودعائم تقوم عليها وأركانها التي تقوم عليها، ثلاثة هي: العلم، والحلم، والأناة، وآفاتها وأضدادها ومعاول هدمها: الجهل، والطيش، والعجلة، ولا حكمة لجاهل ولا طائش، ولا عجول(٤).
أولا: العلم:

(١) انظر: زاد الداعية إلى الله للشيخ محمد بن صالح العثيمين (٧).
(٢) هذا التقسيم الجيد للقاعدة والثلاثة أبواب، للشيخ عبد القادر شيبة الحمد في محاضرة بالرياض عنوانها: طريق الدعوة إلى الله، سنة ١٤٠٨هـ.
(٣) انظر: الفتاوى لابن تيمية (١٩/١٥٨-١٧٣).
(٤) انظر: مدارج السالكين لابن القيم (٢/٤٨٠).


الصفحة التالية
Icon