والفرطة – بالضم- اسم للخروج والتقدم، ومنه قول أم سلمة(١) لعائشة(٢) -رضي الله عنهما-: "إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهاك عن الفرطة في البلاد"، وفي رواية نهاك عن الفرطة في الدين، يعني السبق والتقدم ومجاوزة الحد.
والإفراط: الإعجال والتقدم وأفرط في الأمر: أسرف وتقدم وكل شيء جاوز قدره فهو مفرط(٣).
قال تعالى: (إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى) [طه: ٤٥].
قال الطبري -رحمه الله-: وأما الإفراط فهو الإسراف والإشطاط والتعدي، يقال منه: أفرطت في قولك، إذا أسرف فيه وتعدى، وأما التفريط فهو التواني، يقال منه فرطت في هذا الأمر حتى فات، إذا تواني فيه(٤).
ونخلص مما سبق أن معنى الإفراط: تجاوز الحد، والتقدم عن القدر المطلوب وهو عكس التفريط سيأتي:

(١) هي هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة، المخزومية من أمهات المؤمنين دخل بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سنة أربع من الهجرة بعد وفاة أبي سلمة -رضي الله عنه- وكانت آخر أمهات المؤمنين، عاشت نحوًا من تسعين سنة، وتوفيت سنة (٦١ هـ). انظر ترجمتها في سير أعلاء النبلاء (٢/٢١٠).
(٢) هي عائشة بنت الإمام الصديق الأكبر أبي بكر -رضي الله عنه- التيمية القرشية أم المؤمنين، زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أفقه نساء الأمة على الإطلاق، توفيت عام (٥٧هـ) وقيل: (٥٨هـ) انظر: سير أعلاء النبلاء (٢/١٣٥).
(٣) لسان العرب: فصل الفاء، باب فرط (٧/٣٦٩).
(٤) انظر: تفسير الطبر (١٦/١٧٠).


الصفحة التالية
Icon