وقد وردت بعض الأحاديث التي تدل على خيرية هذه الأمة منها:
روى الترمذي في تفسيره لهذه الآية أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله"(١).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء"، فقلنا: يا رسول الله ما هو؟ فقال: "نصرت بالرعب، وأعطيت مفاتيح الأرض، وسميت أحمد، وجعل التراب لي طهورا، وجعلت أمتي خير الأمم"(٢).
فهذه الأحاديث مع آية آل عمران تبين خيرية هذه الأمة، التي جعلها الله أمة وسطا، وقد جمع المفسرون بين معنيي الخيرية والوسطية، حتى جاء أحدهما تفسيرًا للآخر، كما مر معنا، ولأهمية بيان معنى الخيرية، سأذكر أبرز أوجه هذه الخيرية ليتضح لنا معنى الوسطية.
المبحث الثاني
أبرز أوجه هذه الأمة(٣)
(١) أخرجه الترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب سورة آل عمران (٥/٢١١ رقم ٣٠٠١) قال الترمذي: هذا حديث حسن، ووافقه الشيخ الألباني -رحمه الله- كما في المشكاة رقم (٦٢٨٥).
(٢) أخرجه أحمد (١/٩٨، ١٥٨) قال الهيثمي في مجمع الزوائد: (١/٢٦٥- ٢٦٦) وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل، وهو سيئ الحفظ، قال الترمذي: صدق، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه، وسمعت محمد بن إسماعيل – يعني البخري-يقول: كان أحمد بن حنبل، وإسحاق بن إبراهيم، والحميدي يحتجون بحديث ابن عقيل: قلت: فالحديث حسن، والله اعلم.
(٣) انظر: وسطية أهل السنة بين الفرق (٢١٠).
(٢) أخرجه أحمد (١/٩٨، ١٥٨) قال الهيثمي في مجمع الزوائد: (١/٢٦٥- ٢٦٦) وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل، وهو سيئ الحفظ، قال الترمذي: صدق، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه، وسمعت محمد بن إسماعيل – يعني البخري-يقول: كان أحمد بن حنبل، وإسحاق بن إبراهيم، والحميدي يحتجون بحديث ابن عقيل: قلت: فالحديث حسن، والله اعلم.
(٣) انظر: وسطية أهل السنة بين الفرق (٢١٠).