ويروى عن الشافعي -رحمه الله-: أن القرآن اسم على لكتاب الله، غير مشتق: كالتوراة، والإنجيل(١).
قال القرطبي -رحمه الله-: (والصحيح الاشتقاق في الجميع)(٢). أي في القرآن والتوراة والإنجيل(٣).
معنى القرآن في الاصطلاح:
القرآن الكريم هو اسم لكلام الله تعالى، المنزل على عبده ورسوله: محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهو اسم لكتاب الله خاصة، ولا يسمى به شيء غيره من سائر الكتب(٤)، وإضافة الكلام إلى الله تعالى إضافة حقيقية، من باب إضافة الكلام إلى قائله.
ولما ظهر الخوض في صفات الله تعالى، وفي كلام خاصة، من قبل الزنادقة، وفرق المبتدعة، احتاج أهل السنة إلى تعريف القرآن تعريفا يظهرون فيه معتقدهم في صفات الله تعالى عامة، وفي صفات الكلام خاصة، ومنه القرآن، مخالفين بذلك أهل البدع من الجهمية والمعتزلة وغيرهم.
فقال أبو جعفر الطحاوي(٥) -رحمه الله-: وإن القرآن كلام الله، منه بدا بلا كيفية قولا، وأنزله على رسوله وحيا، وصدقه المؤمنون على ذلك حقا وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة، ليس بمخلوق ككلام البرية، فمن سمعه، فزعم، فزعم أنه كلام البشر فقد كفر)(٦).
(٢) انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٢/٢٩٨).
(٣) المرجع السابق (٢/٢٩٨).
(٤) الرجع السابق (٢/٢٩٨).
(٥) هو الحافظ الفقيه أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي الأزدي المصري، شيخ الحنفية في عصره في مصر، ونسبته إلى طحا، قرية بصعيد مصر توفى عام (٣٢١÷ـ) بمصر. انظر: البداية والنهاية (١١/١٧٤).
(٦) شرح الطحاوية (١٢١-١٢٢).