وظهور أسماء الله وصفاته في هذه الحياة وفي النفس البشرية وفي الكون كله واضح لا يحتاج إلى دليل، إلا أن الاهتداء إلى تلك الآثار أو الانتباه لها يتوقف على توفيق الله تعالى، بل إن التوفيق نفسه من آثار رحمته التي وسعت كل شيء فلو فكر الإنسان في هذا الكون الفسيح وفي نفسه لرجع من هذه الجولة الفكرية بعجائب واستفاد منها فوائد ما كان يحلم بها، ولو تأملنا هذه الآية الكريمة لرأينا أمورًا تعجز عن التعبير عنها قال تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ) ]المؤمنون: ١١٥-١١٦]، ومما يدلل ويؤكد أهمية هذا التوحيد هو ما تثمره أسماءه الله وصفاته في قلب المؤمن من زيادة الإيمان ورسوخ في اليقين، وما تجلبه له من النور والبصيرة التي تحفظه نم الشبهات المضللة والشهوات المحرمة(١).