ولهذا كانت الردة عن الإيمان تحبط جميع الأعمال الصالحة، كما أن الدخول في الإسلام والإيمان يجب ما قبله من السيئات وإن عظمت، والتوبة من الذنوب المنافية للإيمان، والقادحة فيه والمنفقة له تجب ما قبلها(١).
سادسًا: ومن ثمرات الإيمان أن صاحب الإيمان يهديه الله إلى الصراط المستقيم ويهديه إلى علم الحق، وإلى العمل به، وإلى تلقي المحاب بالشكر، وتلقي المكاره والمصائب بالرضا والصبر قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ) [يونس: ٩]، وقال تعالى: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَمَن يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [التغابن: ١١].
ذكر الشوكاني(٢) -رحمه الله-: في تفسير هذه الآية: (هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلم. ولو لم يكن من ثمرات الإيمان، إلا أنه يسلي صاحبه عن المصائب والمكاره، ومصاحبة الإيمان واليقين أعم مسل عنها ومهون لها وذلك لقوة إيمانه وقوة توكله، ولقوة رجائه بثواب ربه، وطمعه في فضله فحلاوة الأجر تخفف مرارة الصبر، قال تعالى: (إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لاَ يَرْجُونَ) [النساء: ١٠٤](٣).

(٢) التوضيح والبيان (٧٥).
(٣) هو الإمام محمد بن على الشوكاني، ثم الصنعاني القاضي، محدث وفقيه وأصولي ومفسر، واسم تفسير فتح القدير، توفى (١٢٥٠هـ) انظر: مناهج المفسرين (٥٠).


الصفحة التالية
Icon