وفي حديث جبريل المشهور حين جاء يعلم الصحابة معنى الإسلام والإيمان والإحسان وأشراط الساعة، ذكر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه جاء على هيئة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر وأنه جلس إلى النبي –صلى الله عليه وسلم-، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه ثم شرع في السؤال(١).
ب-لهم أجنحة:
ومن صفاتهم الخَلْقية التي أخبرنا الله بها أنه جعل لهم أجنحة يتفاوتون في إعدادها، فقال سبحانه وتعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [فاطر: ١]، هذا هو ما أخبرنا به الله –عز وجل- عن الملائكة من حيث خِلْقَتها، ونؤمن بها كما جاء، ولا نسأل عن غيره ولو كان في التفصيل نضع لعباد الله لما حجب عنهم معرفته، فهو اللطيف الرحيم بهم يعلمهم الحق والخير وهذا من حكمة القرآن وهداية إلى الصراط المستقيم ووسطيته في الأمور.
المبحث الثاني
علاقتهم مع الله والإنسان، والكون، وعددهم
أ-علاقتهم مع الله:

(١) انظر: البخاري مع الفتح، كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل، (٢/١٤).


الصفحة التالية
Icon