وقال الشيخ محمد الأمين في أضواء البيان: (ومن هدى القرآن للتي هي أقوم –تفضيله الذكر على الأنثى في الميراث- كما قال تعالى: (وَإِن كَانُوا إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّوا وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [النساء: ١٧٦].
وقد صرح تعالى في هذه الآية الكريمة: أنه يبين لخلقه هذا البيان الذي من جملته تفضيل الذكر على الأنثى في الميراث لئلا يضلوا فمن سوى بينهما فيه فهو ضال قطعا، ثم بين أنه أعلم بالحكم والمصالح وبكل شيء من خلقه بقوله: (وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [النساء: ١١]، ولا شك أن الطرق للتي هي أقوم الطرق وأعدلها، تفضيل الذكر على الأنثى في الميراث الذي ذكر الله تعالى، كما أشار إلى ذلكم بقوله: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) [النساء: ٣٤]، أي وهو النساء، وقوله: (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) [البقرة: ٢٢٨]، وذلك لأن الذكورة كمال خلقي، وقوة طبيعية، وشرف وجمال، والأنوثة نقص خلقي، وضعف طبيعي، كما هو محسوس مشاهد لجميع العقلاء لا يكاد ينكره إلا مكابر في المحسوس.
وقد أشار جل وعلا إلى ذلك بقوله: (أَوَ مَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ) [الزخرف: ١٨]، لأن الله أنكر عليهم في هذه الآية الكريمة أنهم نسبوا له ما لا يليق به من الولد، ومع ذلك نسبوا له أخس الوالدين، وأنقصهما وأضعفهما. ولذلك ينشأ في الحلية أي الزينة من أنواع الحلي والحلل ليجبر نقصه الخلقي الطبيعي بالتجميل بالحلي والحلل، وهو الأنثى بخلاف الرجل، فإن كما ذكورته وقوته وجماله يكفيه عن الحلي؛ كما قال الشاعر:
يتمم من حسن إذا الحسن قصر

كحسنك لم يحتج إلى أن يزورا وما الحلي إ لا زينة من نقيصة
وأما إذا كان الجمال موفرا


الصفحة التالية
Icon