وقيل هذه سؤالات ثلاثة بغير واو ﴿يسألونك عن الأهلة﴾ (البقرة: ١٨٩) يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم} (البقرة: ٢١٥) يسألونك عن الشهر الحرام} (البقرة: ٢١٧) وثلاثة: يسألونك عن الخمر} قيل إنها جاءت بغير واو العطف لأن سؤالهم عن تلك الحوادث وقع في أوقات متباينة متفرّقة، فلم يؤت فيها بحرف العطف، لأن كلاًّ منها سؤال مبتدأ. انتهى.
والخطاب في: ويسألونك، وفي: قل للنبي صلى الله عليه وسلّم والضمير في: هو، عائد على المحيض.
﴿من حيث أمركم الله﴾ حيث: ظرف مكان.
﴿نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ﴾ ونساؤكم: مبتدأ، وحرث لكم: خبر، إما على حذف أداة التشبيه، أي: كحرث لكم ويكون نساؤكم على حذف مضاف، أي: وطء نسائكم كالحرث لكم، شبه الجماع بالحرث، إذ النطفة كالبذر، والرحم كالأرض، والولد كالنبات، وقيل: هو على حذف مضاف أي: موضع حرث لكم، وهذه الكناية في النكاح من بديع كنايات القرآن، قالوا: وهو مثل قوله تعالى: ﴿يأكل الطعام﴾ (الفرقان: ٧) ومثل قوله: وأرضاً لم تطؤوها} (الأحزاب: ٢٧) على قول من فسره بالنساء، ويحتمل أن يكون: حرث لكم، بمعنى: محروثه لكم، فيكون من باب إطلاق المصدر، ويراد به اسم المفعول.
﴿فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ﴾ وأنى بمعنى متى؟ قاله الضحاك، فيكون إذ ذاك ظرف زمان.
وقد فسر الناس أنَّى في هذه الآية بهذه الألفاظ، وفسرها سيبويه بكيف، ومن أين باجتماعهما؟ وقال النحويون: أنَّى، لتعميم الأحوال، وقد تأتي: أنى، بمعنى: متى، وبمعنى: أين، وتكون استفهاماً وشرطاً، وجعلوها في الشرطية ظرف مكان فقط.