لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً}
﴿
أف﴾ اسم فعل بمعنى أتضجر ولم يأت اسم فعل بمعنى المضارع إلاّ قليلاً نحو: أف وأوه بمعنى أتوجع، وكان قياسه أن لا يبنى لأنه لم يقع موقع المبني.
﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّهُ وَبِالْوَلِدَيْنِ إِحْسَناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا * رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِى نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَلِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأٌّوَّابِينَ غَفُوراً﴾
وقرأ بعض ولد معاذ بن جبل: وقضاء ربك مصدر ﴿قضى﴾ مرفوعاً على الابتداء و ﴿أن لا تعبدوا﴾ الخبر.
قال الحوفي: الباء متعلقة بقضى، ويجوز أن تكون متعلقة بفعل محذوف تقديره وأوصى ﴿بالوالدين إحساناً﴾ و ﴿إحساناً﴾ مصدر أي تحسنوا إحساناً. وقال ابن عطية: قوله ﴿وبالوالدين إحساناً﴾ عطف على أن الأولى أي أمر الله ﴿أن لا تعبدوا إلا إياه﴾ وأن تحسنوا ﴿بالوالدين إحساناً﴾.
وقال الزمخشري: لا يجوز أن تتعلق الباء في ﴿بالوالدين﴾ بالإحسان لأن المصدر لا تتقدم عليه صلته. وقال الواحدي في البسيط: الباء في قوله ﴿بالوالدين﴾ من صلة الإحسان، وقدمت عليه كما تقول: بزيد فامرر، انتهى. وأحسن وأساء يتعدى بإلى وبالباء قال تعالى: ﴿وقد أحسن بي﴾ وقال الشاعر:
أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة