وفي قوله: زعمتمقُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَفُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا * وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَمَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذلِك فِى الْكِتَبِ مَسْطُورًا * وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِالأٌّيَتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأٌّوَّلُونَ وَءَاتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالأٌّيَتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} ضمير محذوف عائد على ﴿الذين﴾ وهو المفعول الأول والثاني محذوف تقديره زعمتموهم آلهة من دون الله، و ﴿أولئك﴾ مبتدأ و ﴿الذين﴾ صفته، والخبر ﴿يبتغون﴾.
والعائد على ﴿الذين﴾ منصوب محذوف أي يدعونهم.
واختلفوا في إعراب ﴿أيهم أقرب﴾ وتقديره. فقال الحوفي: ﴿أيهم أقرب﴾ ابتداء وخبر، والمعنى ينظرون ﴿أيهم أقرب﴾ فيتوسلون به ويجوز أن يكون ﴿أيهم أقرب﴾ بدلاً من الواو في ﴿يبتغون﴾ انتهى. ففي الوجه الأول أضمر فعل التعليق، و ﴿أيهم أقرب﴾ في موضع نصب على إسقاط حرف الجر لأن نظر إن كان بمعنى الفكر تعدّى بفي، وإن كانت بصرية تعدّت بإلى، فالجملة المعلق عنها الفعل على كلا التقديرين تكون في موضع نصب على إسقاط حرف الجر كقوله ﴿فلينظر أيها أزكى طعاماً﴾ وفي إضمار الفعل المعلق نظر، والوجه الثاني قاله الزمخشري قال: وتكون أي موصولة، أي يبتغى من هو أقرب منهم وأزلف الوسيلة إلى الله فكيف بغير الأقرب انتهى. فعلى الوجه يكون ﴿أقرب﴾ خبر مبتدأ محذوف، واحتمل ﴿أيهم﴾ أن يكون معرباً وهو الوجه، وأن يكون مبنياً لوجود مسوغ البناء.
(قال ابن عطية: و ﴿أيهم﴾ ابتدأ و ﴿أقرب﴾ خبر).