﴿ولا يلبثون﴾ جواب قسم محذوف أي والله إن استفزوك فخرجت ﴿لا يلبثون﴾ ولذلك لم تعمل ﴿إذاً﴾ لأنها توسطت بين قسم مقدر، والفعل فلا يلبثون ليست منصبة عليه من جهة الإعراب، ويحتمل أن تكون ﴿لا يلبثون﴾ خبراً لمبتدأ محذوف يدل عليه المعنى تقديره، وهم ﴿إذاً لا يلبثون﴾ فوقعت إذاً بين المبتدأ وخبره فألغيت. وقرأ أبي وإذا لا يلبثوا بحذف النون أعمل إذاً فنصب بها على قول الجمهور، وبأن مضمرة بعدها على قول بعضهم وكذا هي في مصحف عبد الله محذوفة النون.
قال الزمخشري: فإن قلت: ما وجه القراءتين؟ قلت: أما الشائعة فقد عطف فيها الفعل على الفعل وهو مرفوع لوقوعه خبر كاد، والفعل في خبر كاد واقع موقع الاسم. وأما قراءة أبيّ ففيها الجملة برأسها التي هي وإذاً لا يلبثوا عطف على جملة قوله ﴿وإن كادوا ليستفزونك﴾ انتهى.
وهذه الظروف التي هي قبل وبعد ونحوهما اطّرد إضافتها إلى أسماء الأعيان على حذف مضاف يدل عليه ما قبله، في نحو خلفك أي خلف إخراجك، وجاء زيد قبل عمرو أي قبل مجيء عمرو، وضحك بكر بعد خالد أي بعد ضحك خالد. وانتصب ﴿سنة﴾ على المصدر المؤكد أي سنّ الله سنة.
وقال الفراء: انتصب ﴿سنة﴾ على إسقاط الخافض لأن المعنى كسنة فنصب بعد حذف الكاف، وعلى هذا لا يقف على قوله ﴿إلاّ قليلاً﴾.
وقال أبو البقاء: ﴿سنة﴾ منصوب على المصدر أي سننا بك سنة من تقدم من الأنبياء، ويجوز أن يكون مفعولاً به أي اتبع ﴿سنة من قد أرسلنا﴾ كما قال تعالى: ﴿فبهداهم اقتده﴾ انتهى.