وقرأ الجمهور ﴿وإن اللَّه﴾ بكسر الهمزة على الاستئناف. وقرأ أبي بالكسر دون واو. وقرأ الحرميان وأبو عمرو ﴿وإن﴾ بالواو وفتح الهمزة، وخرجه ابن عطية على أن يكون معطوفاً على قوله هذا ﴿قول الحق﴾ ﴿وإن اللَّه ربي﴾ كذلك. وخرجه الزمخشري على أن معناه ولأنه ربي وربكم فأعبدوه كقوله: ﴿وأن المساجد للَّه فلا تدعوا مع اللَّه أحداً﴾ انتهى. وهذا قول الخليل وسيبويه وفي حرف أبي أيضاً، وبأن ﴿اللَّه﴾ بالواو وباء الجر أي بسبب ذلك فاعبدوه. وأجاز الفراء في ﴿وإن﴾ يكون في موضع خفض معطوفاً على والزكاة، أي ﴿وأوصاني بالصلاة والزكاة﴾ وبأن الله ربي وربكم انتهى. وهذا في غاية البعد للفصل الكثير، وأجاز الكسائي أن يكون في موضع رفع بمعنى الأمر ﴿إن اللَّه ربي وربكم﴾.
وقرأ زيد بن عليّ وابن عامر وعاصم وحمزة وابن أبي إسحاق والحسن ويعقوب ﴿قول الحق﴾ بنصب اللام، وانتصابه على أنه مصدر مؤكد لمضمون الجملة أي هذه الأخبار عن ﴿عيسى﴾ أنه ﴿ابن مريم﴾ ثابت صدق ليس منسوباً لغيرها.
وقرأ طلحة والأعمش في رواية زائدة قال: بألف جعله فعلاً ماضياً ﴿الحق﴾ برفع القاف على الفاعلية، والمعنى قال الحق وهو الله.
وقال ابن عطية: ﴿وهم في غفلة﴾ يريد في الدنيا الآن ﴿وهم لا يؤمنون﴾ كذلك انتهى. وعلى هذا يكون حالاً والعامل فيه ﴿وأنذرهم﴾.