انتصب ﴿آية﴾ على الحال وهذا على مذهب من يجيز تعداد الحال لذي حال واحد. وأجاز الزمخشري أن يكون منصوباً على إضمار خذ ودونك وما أشبه ذلك حذف لدلالة الكلام كذا قال، فأما تقدير خذ فسائغ وأما دونك فلا يسوغ لأنه اسم فعل من باب الإغراء فلا يجوز أن يحذف النائب والمنوب عنه ولذلك لم يجر مجراه في جميع أحكامه، وأجاز أبو البقاء والحوفي أن يكون ﴿آية﴾ بدلاً من ﴿بيضاء﴾ وأجاز أبو البقاء أن يكون حالاً من الضمير في ﴿بيضاء﴾ أي تبيض ﴿آية﴾. وقيل منصوب بمحذوف تقديره جعلناها ﴿آية﴾ أو آتيناك ﴿آية﴾.
نعني أنه جاز أن يكون مفعول ﴿لنريك﴾ الثاني ﴿الكبرى﴾ أو يكون ﴿من آياتنا﴾ في موضع المفعول الثاني. وتكون ﴿الكبرى﴾ صفة لآياتنا على حد ﴿الأسماء الحسنى﴾ و ﴿مآرب أخرى﴾.
بجريان مثل هذا الجمع مجرى الواحدة المؤنثة، وأجاز هذين الوجهين من الإعراب الحوفي وابن عطية وأبو البقاء. والذي نختاره أن يكون ﴿من آياتنا﴾ في موضع المفعول الثاني، و ﴿الكبرى﴾ صفة لآياتنا لأنه يلزم من ذلك أن تكون إياته تعالى كلها هي الكبر لأن ما كان بعض الآيات الكبر صدق عليه أنه ﴿الكبرى﴾. وإذا جعلت ﴿الكبرى﴾ مفعولاً لم تتصف الآيات بالكبر لأنها هي المتصفة بأفعل التفضيل، وأيضاً إذا جعلت ﴿الكبرى﴾ مفعولاً فلا يمكن أن يكون صفة للعصا واليد معاً لأنهما كان يلزم التثنية في وصفيهما فكان يكون التركيب الكبريين ولا يمكن أن يخص أحدهما لأن كلاً منهما فيها معنى التفضيل.