والظاهر عطف ومن على الضمير في وأدخلهم، إذ هم المحدث عنهم والمسئول لهم. وقال الفراء، والزجاج: نصبه من مكانين: إن شئت على الضمير في ﴿وأدخلهم﴾، وإن شئت على الضمير في ﴿وعدتهم﴾.
والتنوين في يومئذ تنوين العوض، والمحذوف جملة عوض منها التنوين، ولم تتقدم جملة يكون التنوين عوضاً منها، كقوله: ﴿فلولا إذ بلغت الحلقوم﴾، ﴿وأنتم حينئذ﴾ أي حين إذ بلغت الحلقوم، فلا بد من تقدير جملة يكون التنوين عوضاً منها كقوله، يدل عليها معنى الكلام، وهي ﴿ومن تق السيئات﴾ : أي جزاءها يوم إذ يؤاخذ بها ﴿فقد رحمته﴾. ولم يتعرض أحد من المفسرين الذين وقفنا على كلامهم في الآية للجملة التي عوض منها التنوين في يومئذ.
واللام في ﴿لمقت﴾ لام الابتداء ولام القسم، ومقت مصدر مضاف إلى الفاعل، التقدير: لمقت الله إياكم، أو لمقت الله أنفسكم، وحذف المفعول لدلالة ما بعده عليه في قوله: ﴿أكبر من مقتكم أنفسكم﴾.
وقال الزمخشري: وإذ تدعون منصوب بالمقت الأول.
وأخطأ في قوله: ﴿وإذ تدعون﴾ منصوب بالمقت الأول، لأن المقت مصدر، ومعموله من صلته، ولا يجوز أن يخبر عنه إلا بعد استيفائه صلته، وقد أخبر عنه بقوله: ﴿أكبر من مقتكم أنفسكم﴾، وهذا من ظواهر علم النحو التي لا تكاد تخفي على المبتدئين، فضلاً عمي تدعي العجم أنه في العربية شيخ العرب والعجم.
ولما كان الفصل بين المصدر ومعموله بالخبر، لا يجوز قدرنا العامل فيه مضمر، أي مقتكم إذ تدعون، وشبيهة قوله تعالى: ﴿إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر﴾. قدروا العامل برجعه ﴿يوم تبلى السرائر﴾ للفصل بـ ﴿لقادر﴾ بين المصدر ويوم.