يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون}. وقيل: محذوف، وخبر إن يحذف لفهم المعنى. وسأل عيسى بن عمر عمرو بن عبيد عن ذلك فقال عمرو: معناه في التفسير: إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم كفروا به، وإنه لكتاب، فقال عيسى: أجدت يا أبا عثمان. وقال قوم: تقديره معاندون أو هالكون. وقال الكسائي: قد سد مسده ما تقدم من الكلام قبل إن، وهو قوله: ﴿أفمن يلقي في النار﴾. انتهى.
والذي أذهب إليه أن الخبر المذكور، لكنه حذف منه عائد يعود على اسم إن، وذلك في قوله: ﴿لا يأتيه الباطل﴾ : أي الباطل منهم.
تكون أل عوضاً من الضمير على قول الكوفيين، أي لا يأتيه باطلهم، أو يكون الخبر قوله: ﴿ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك﴾.
وغاية ما في هذين التوجهين حذف الضمير العائد على اسم إن، وهو موجود، نحو قوله: السمن منوان بدرهم: أي منوان منه والبركرّ بدرهم: أي كر منه. وعن بعض نحاة الكوفة: الخبر في قوله: ﴿وإنه لكتاب عزيز﴾، وهذا لا يتعقل. ﴿وإنه لكتاب عزيز﴾ : جملة حالية، كما تقول: جاء زيد وأن يده على رأسه.
﴿لا يأتيه الباطل﴾ من جعل خبر إن محذوفاً، أو قوله: ﴿أولئك ينادون﴾، كانت هذه الجملة في موضع الصفة على ما اخترناه من أحد الوجهين تكون الجملة في موضع خبر إن.
﴿ما يقال لك﴾ : يقال مبني للمفعول، فاحتمل أن يكون القائل الله تعالى.
والظاهر أن ﴿والذين لا يؤمنون﴾ مبتدأ، و ﴿في آذانهم وقر﴾ هو موضع الخبر. وقال الزمخشري: هو في آذانهم وقر على حذف المبتدأ لما أخبر أنه هدى وشفاء للمؤمنين، أخبر أنه وقر وصمم في آذانهم، أي الكافرين، ولا يضطر إلى إضمار هو، فالكلام تام دونه.
وكون والذين في موضع جر عطفاً على قوله: ﴿للذين آمنوا﴾، والتقدير: وللذين لا يؤمنون وقر في آذانهم إعراب متكلف، وهو من العطف على عاملين، وفيه مذاهب كثيرة في النحو، والمشهور منع ذلك.