﴿ذلكم﴾ إشارة إلى المصدر المفهوم من ﴿تستأنسوا﴾ و ﴿تسلموا﴾ أي ﴿ذلكم﴾ الاستئناس والتسليم ﴿خير لكم﴾ من تحية الجاهلية. ﴿لعلكم تذكرون﴾ أي شرعنا ذلك ونبهناكم على ما فيه مصلحتكم من الستر وعدم الاطلاع على ما تكرهون الإطلاع عليه ﴿لعلكم تذكرون﴾ اعتناء بمصالحكم.
﴿فإن لم تجدوا فيها أحداً﴾ أي يأذن لكم فلا تقدموا على الدخول في ملك غيركم ﴿حتى يؤذن لكم﴾ إذ قد يكون لرب البيت فيه ما لا يحب أن يطلع عليه. ﴿وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا﴾ وهذا عائد إلى من استأذن في دخول بيت غيره فلم يؤذن له سواء كان فيه.
و ﴿من﴾ في ﴿من أبصارهم﴾ عند الأخفش زائدة أي ﴿يغضوا﴾ ﴿أبصارهم﴾ عما يحرم، وعند غيره للتبعيض.
وقال ابن عطية: يصح أن تكون ﴿من﴾ لبيان الجنس، ويصح أن تكون لابتداء الغاية انتهى. ولم يتقدم مبهم فتكون ﴿من﴾ لبيان الجنس على أن الصحيح أن من ليس من موضوعاتها أن تكون لبيان الجنس.
﴿أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَنُهُنَّ﴾
وقرأ ابن عامر وأبو بكر بالنصب على الحال أو الاستثناء وباقي السبعة بالجر على النعت وعطف ﴿أو الطفل﴾ على ﴿من الرجال﴾ قسم التابعين غير أولي الحاجة للوطء إلى قسمين رجال وأطفال، والمفرد المحكي بأل يكون للجنس فيعم، ولذلك وصف بالجمع في قوله ﴿الذين لم يظهروا﴾ ومن ذلك قول العرب: أهلك الناس الدينار الصفر والدرهم البيض يريد الدنانير والدراهم فكأنه قال: أو الأطفال.
﴿الطِّفْلِ﴾