انتهى. وهذا الذي ذكر من أن التاء سقطت لأجل الإضافة هو مذهب الفراء ومذهب البصريين، أن التاء من نحو هذا لا تسقط للإضافة وتقدم لنا الكلام على ﴿وإقام الصلاة﴾ في الأنبياء وصدر البيت الذي أنشد عجزه قوله:
إن الخليط أجدوا البين فانجردوا
﴿للهوَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَعْمَلُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَآءً حَتَّى إِذَا جَآءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ * أَوْ كَظُلُمَتٍ فِى بَحْرٍ لُّجِّىٍّ يَغْشَهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَآ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ﴾.
وقال ابن عطية: يحتمل أن يعيد الضمير في ﴿جاءه﴾ على السراب.
ويحتمل الضمير أن يعود على العمل الذي يدل عليه قوله ﴿أعمالهم﴾.
والضمير في ﴿عنده﴾ عائد على العمل انتهى.
فأما الضمير في قوله: ﴿إذا أخرج يده﴾ فيعود إلى مذكور حذف اعتماداً على المعنى تقديره إذا أخرج من فيها يده.
﴿أَوْ كَظُلُمَتٍ﴾
والعطف بأو هنا لأنه قصد التنويع والتفصيل لا أن ﴿أو﴾ للشك. وقال الكرماني: ﴿أو﴾ للتخيير على تقدير شبه أعمال الكفار بأيهما شئت.
والظاهر أن الضمير في ﴿يغشاه﴾ عائد على ﴿بحر لجى﴾.
وقرأ الجمهور ﴿سحاب﴾ بالتنوين ﴿ظلمات﴾ بالرفع على تقدير خبر لمبتدأ محذوف، أي هذه أو تلك ﴿ظلمات﴾ وأجاز الحوفي أن تكون مبتدأ و ﴿بعضها فوق بعض﴾ مبتدأ وخبره في موضع خبر ﴿ظلمات﴾ والظاهر أنه لا يجوز لعدم المسوغ فيه للابتداء بالنكرة إلاّ إن قدرت صفة محذوفة أي ظلمات كثيرة أو عظيمة ﴿بعضها فوق بعض﴾. وقرأ البزي ﴿سحاب ظلمات﴾ بالإضافة. وقرأ قنبل ﴿سحاب﴾ بالتنوين ﴿ظلمات﴾ بالجر بدلاً من ﴿ظلمات﴾ و ﴿بعضها فوق بعض﴾ مبتدأ وخبر في موضع الصفة لكظلمات.