ألستم خير من ركب المطاياوأندى العالمين بطون راح وقرأ عليّ وابن إسحاق ﴿إنما كان قول﴾ بالرفع والجمهور بالنصب. قال الزمخشري: والنصب أقوى لأن الأولى الاسمين بكونه اسماً لكان أو غلهما في التعريف و ﴿أن يقولوا﴾ أو غل لأنه لا سبيل عليه للتنكير بخلاف قول المؤمنين. وكان هذا من قبيل كان في قوله: ﴿ما كان للَّه أن يتخذ من ولد﴾ ﴿ما يكون لنا أن نتكلم بهذا﴾ انتهى. ونص سيبويه على أن اسم كان وخبرها إذا كانتا معرفتين فأنت بالخيار في جعل ما شئت منهما الاسم والآخر الخبر من غير اعتبار شرط في ذلك ولا اختيار.
وقرأ أبو جعفر والجحدري وخالد بن الياس ﴿ليحكم بينهم﴾ مبنياً للمفعول، والمفعول الذي لم يسم فاعله هو ضمير المصدر أي ﴿ليحكم﴾ هو أي الحكم، والمعنى ليفعل الحكم ﴿بينهم﴾ ومثله قولهم: جمع بينهما وألف بينهما وقوله تعالى: ﴿وحيل بينهم﴾. قال الزمخشري: ومثله ﴿لقد تقطع بينكم﴾ فيمن قرأ ﴿بينكم﴾ منصوباً أي وقع التقطع بينكم انتهى. ولا يتعين ما قاله في الآية إذ يجوز أن يكون الفاعل ضميراً يعود على شيء قبله وتقدم الكلام في ذلك في موضعه.
وقرىء ﴿ويتقه﴾ بشكون القاف وكسر الهاء من غير إشباع أجرى خبر كان المنفصل مجرى المتصل، فكما يسكن علم فيقال علم كذلك سكن ويتقه لأنه تقه كعلم وكما قال السلم:
قالت سليمى اشتر لنا سويقاً
يريد اشتر لنا.
و ﴿طاعة﴾ مبتدأ و ﴿معروفة﴾ صفة والخبر محذوف، أي أمثل وأولى أو خبر مبتدأ محذوف أي أمرنا أو المطلوب ﴿طاعة معروفة﴾. وقال أبو البقاء: ولو قرىء بالنصب لكان جائزاً في العربية وذلك على المصدر أي أطيعوا طاعة انتهى. وقدراه بالنصب زيد بن عليّ واليزيدي وتقدير بعضهم الرفع على إضمار ولتكن ﴿طاعة معروفة﴾ ضعيف لأنه لا يحذف الفعل ويبقى الفاعل، إلاّ إذا كان ثم مشعر به نحو ﴿رجال﴾ بعد ﴿يسبح﴾ مبنياً للمفعول أي يسبحه رجال، أو يجاب به نفي نحو: بلى زيد لمن قال: ما جاء أحد. أو استفهام نحو قوله:


الصفحة التالية
Icon