﴿يقول﴾ في موضع الحال ﴿وفلان﴾ كناية عن العلم وهو متصرف وقل كناية عن نكرة الإنسان نحو: يا رجل وهو مختص بالنداء، وفلة بمعنى يا امرأة كذلك ولام فل ياء أو واو وليس مرخماً من فلان خلافاً للفراء. ووهم ابن عصفور وابن مالك وصاحب البسيط في قولهم فل كناية عن العلم كفلان. وفي كتاب سيبويه ما قلناه بالنقل عن العرب.
وانتصب ﴿هادياً﴾ و ﴿نصيراً﴾ على الحال أو على التمييز.
﴿لنثبت به فؤادك﴾ تعليلاً لمحذوفل أي فرقناه في أوقات ﴿لنثبت به فؤادك﴾. وقيل: هو مستأنف من كلام الله تعالى لا من كلامهم، ولما تضمن كلامهم.
واللام في ﴿لنثبت به﴾ لام العلة. وقال أبو حاتم: هي لام القسم والتقدير والله ليثبتن فحذفت النون وكسرت اللام انتهى. وهذا قول في غاية الضعف وكان ينحو إلى مذهب الأخفش أن جواب القسم يتلقى بلام كي وجعل منه ولتصغي إليه أفئدة وهو مذهب مرجوح.
وأعربوا ﴿الذين﴾ مبتدأ والجملة من ﴿أولئك﴾ في موضع الخبر ويجوز عندي أن يكون ﴿الدين﴾ خبر مبتدأ محذوف لما تقدم ذكر الكافرين وما قالوا قال إبعاداً لهم وتسميعاً بما يؤول إليه حالهم هم ﴿الذين يحشرون﴾ ثم استأنف إخباراً أخبر عنهم فقال: ﴿أولئك شر مكاناً﴾.


الصفحة التالية
Icon