فقال ابن عبسى: هو على حذف مضاف، أي أصحاب للأعناق. وروعي هذا المحذوف في قوله: ﴿خاضعين﴾، حيث جاء جمعاً للمذكر العاقل، أولاً حذف، ولكنه اكتسى من إضافته للمذكر العاقل وصفه، فأخبر عنه إخباره، كما يكتسي المذكر التأنيث من إضافته إلى المؤنث في نحو:
كما شرقت صدر القناة من الدم
أولاً حذف، ولكنه لما وضعت لفعل لا يكون إلا مقصوداً للعاقل وهو الخضوع، جمعت جمعه كما جاء: ﴿أتينا طائعين﴾.
﴿إلا كانوا: جملة حالية، أي إلا يكونوا عنها.
إِذْ قَالَ لأًّبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ﴾
والعامل في إذ، قال الزجاج، اتل مضمرة، أي اتل هذه القصة فيما يتلوا إذ نادى، ودليل ذلك ﴿واتل عليهم نبأ إبراهيم﴾ إذ. وقيل: العامل اذكر، وهو مثل واتل.
وأن: يجوز أن تكون مصدرية، وأن تكون تفسيرية.
و ﴿قوم فرعون﴾، وقيل: بدل من ﴿القوم الظالمين﴾، والأجود أن يكون عطف بيان لأنهما عبارتان يعتقبان على مدلول واحد، إذ كل واحد عطف البيان، والأجود أن يكون عطف بيان لأنهما عبارتان يعتقبان على مدلول واحد، إذ كل واحد عطف البيان، وسوغه مستقل بالإسناد. ولما كان القوم الظالمين يوهم الاشتراك، أتى عطف البيان بإزالته، إذ هو أشهر.
وقال الزمخشري: فإن قلت: بم تعلق قوله: ﴿ألا يتقون﴾ ؟ قلت: هو كلام مستأنف.