وكذا الشرك والكفر فجمعتاله ونفتاه بذلك لأنها تتبعنا النفاق بجميع أنواعه، وكذا الشرك والكفر فجمعناه ونفتاه عن قارئهما حق القراءة، وقد تقدم الكلام على هذا الاسم مبسوطا في براءة وكذا اسمها " قل هو الله أحد " دال على مقصوزدها بتأمل جميع السورة وما دعت إليه من معاني التبرئة اليسيرة الكثيرة، وهذه السورة أعظم مفيد للتوحيد في القرآن، قال الرازي : والتوحيد مقام يضيق عنه نطاق النطق لأنك إذا أخبرت عن الحق فهنالك مخبر عنه ومخبر به مجموعهما، وذلك ثلاث، فالعقل يعرفه ولكن النطق لا يصل إليه سئل الجنيد عن التوحيد فقال : معنى تضمحل فيه الرسوم وتتشوش فيه العلوم ويكون الله كما لم يزل وقال الجنيد أيضا : أشرف كلمة في التوحيد ما قاله الصديق رضي الله عنه : سبحانه من لم يجعل لخلقه سبيلا إلى معرفته إلا بالعجز عن معرفته ) بسم الله ( الذي له جميع الكمال بالجلال والجمال ) الرحمن ( الذي أفاض منت طوله على جميع الموجودات عموم الأفضال ) الرحيم ( الذي خص أهل وداده من نور الإنعام بالإتمام والإكمال. (١)
فضلها :
وردت أحاديث كثيرة في فضل هذه السورة، وأنها تعدل في ثواب قراءتها ثلث القرآن لأن كل ما جاء في القرآن بيان لما أجمل فيها ولأن الأصول العامة للشريعة ثلاثة : التوحيد، وتقرير الحدود والأحكام، وبيان الأعمال، وقد تكفلت ببيان التوحيد والتقديس.
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ أَنَّ رَجُلاً سَمِعَ رَجُلاً يَقْرَأُ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) يُرَدِّدُهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - ﷺ - فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - ﷺ - « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ». (٢)
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ : أَنَّ رَجُلاً سَمِعَ رَجُلاً يَقْرَأُ :﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص :] يُرَدِّدُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى رَسُولَ اللهِ - ﷺ - فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - ﷺ - : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ. (٣)
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلاً، قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُحِبُّ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ - ﷺ - : حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ. (٤)
(٢) - صحيح البخارى(٥٠١٣ )
(٣) - صحيح ابن حبان - (٣ / ٧١) (٧٩١) صحيح
(٤) - صحيح ابن حبان - (٣ / ٧٢) (٧٩٢) حسن