سورة الفلق
مكيّة، وهي خمس آيات
مكيتها أو مدنيتها :
هذه السورة وسورة الناس مكية في قول الحسن وعطاء وعكرمة وجابر وهو رأي الأكثرين، ومدنية في رواية عن ابن عباس وقتادة وجماعة، قيل : وهو الصحيح.
تسميتها :
سميت هذه السورة سورة الفلق، لافتتاحها بقوله تعالى : قُلْ : أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ والْفَلَقِ الشق وفصل الشيء عن بعضه، وهو يشمل كل ما انفلق من حب ونوى ونبات عن الأرض، وعيون ماء عن الجبال، ومطر عن السحاب، وولد عن الأرحام، ومنه : فالِقُ الْإِصْباحِ [الأنعام ٦/ ٩٦]، وفالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى [الأنعام ٦/ ٩٥].
وقال ابن عاشور :
سمى النبي - ﷺ - هذه السورة ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾. روى النسائي عن عقبة بن عامر قال: اتبعت رسول الله - ﷺ - وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني يا رسول الله سورة هود وسورة يوسف، فقال: "لن تقرأ شيئا أبلغ عند الله من ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ و ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾.
وهذا ظاهر في أنه أراد سورة ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ لأنه كان جوابا على قول عقبة: أقرأني سورة هود الخ، ولأنه عطف على قوله: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ [الفلق: ١] قوله: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ [الناس: ١] ولم يتم سورة ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾.
عنونها البخاري في "صحيحه" "سورة قل أعوذ برب الفلق" بإضافة سورة إلى أول جملة منها.
وجاء في بعض كلام الصحابة تسميتها مع سورة الناس "المعوذتين". روى أبو داود والترمذي وأحمد عن عقبة بن عامر قال أمرني رسول الله - ﷺ - أن أقرأ بالمعوذات بكسر الواو المشددة وبصيغة الجمع بتأويل الآيات المعوذات، أي آيات السورتين وفي رواية بالمعوذتين في دبر كل صلاة. ولم يذكر أحد من المفسرين أن الواحدة منهما تسمى المعوذة بالإفراد، وقد سماها ابن عطية سورة المعوذة الأولى، فإضافة سورة إلى المعوذة من إضافة المسمى إلى الاسم، ووصف السورة بذلك مجاز يجعلها كالذي يدل الخائف على المكان الذي يعصمه من مخيفه أو كالذي يدخله المعاذ.
وسميت في أكثر المصاحف ومعظم كتب التفسير "سورة الفلق".


الصفحة التالية
Icon