المناسبة :
بعد بيان أدلة القدرة الإلهية على البعث والحشر والنشر، من خلق السماء والأرض، وإثبات إمكان الحشر عقلا، أخبر اللّه تعالى بعد ذلك عن وقوعه فعلا، وما يصحبه من أهوال، وما يترتب عليه من انقسام الناس إلى فريقين : فريق في الجنة وفريق في السعير.
وبعد بيان البرهان العقلي على إمكان القيامة، والإخبار عن وقوعها، وذكر أحوالها العامة وأحوال الأشقياء والسعداء فيها، أجاب اللّه تعالى عن تساؤل المشركين استهزاء وعنادا عن وقت حدوثها، وأوضح أن علمها مفوض إلى اللّه تعالى، وأن النبي - ﷺ - مبعوث للإنذار فقط، وأن ما أنكروه سيرونه، حتى كأنهم أبدا فيه، وكأنهم لم يلبثوا في الدنيا إلا ساعة من نهار، ثم مضت.
المفردات :
٣٤... الطَّامَّةُ... يوم القيامة لأنها تطم كل شئ وهي النفخة الثانية
٣٧... طَغَى... كفر وظلم وتمرد
٣٨... آثَرَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا... باتباع الشهوات وارتكاب المحرمات
٣٩... المَأْوَى... المستقر والمرجع
٤٠... خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ... خاف الموقف بين يدي ربه والحكم فيه
٤٢... أَيَّانَ مُرْسَاهَا... متى يقيمها الله سبحانه
٤٣... فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا... ليس عندك علمها
٤٤... إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا... عند الله جل جلاله علمها
٤٦... لَمْ يَلْبَثُوا... لم يسكنوا الدنيا إلا قليلا
٤٦... عَشِيَّةً... بين الظهر إلى غروب الشمس
٤٦... ضُحَاهَا... من طلوع الشمس إلى نصف النهار
المعنى الإجمالي:
بعد أن بيّن أنه تعالى قادر على نشر الأموات كما قدر على خلق الأكوان، بين صدق ما أوحى به إلى نبيه من أن ذلك اليوم الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين، كائن لا بد منه، فإذا جاءت طامته الكبرى التي تفوق كل طامة حين تعرض الأعمال على العاملين، فيتذكر كل امرئ ما عمل، ويظهر اللّه الجحيم وهى دار العذاب للعيان فيراها كل ذى بصر، فى ذلك اليوم يوزع الجزاء على العاملين فأما من جاوز الحدود التي حدها اللّه فى شرائعه، وفضل لذائذ الدنيا على


الصفحة التالية
Icon