المساواة في الإسلام

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (٢) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (٣) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (٤) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (٥) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (٦) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (٧) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (٨) وَهُوَ يَخْشَى (٩) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (١٠)
مناسبتها لما قبلها :
كان مما ختمت به سورة « النازعات » قوله تعالى :« إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها » وكان فى ذلك ما يشير إلى المقام الذي يأخذه النبي من قومه، الذين لج بهم الضلال والعناد، وجعلوا همهم المماحكة والمجادلة، ولقاء النبي بالأسئلة التي لا محصّل لها ولا ثمرة منها.. إنهم لم يؤمنوا بوقوع هذا اليوم ـ يوم القيامة ـ وسؤالهم عن موعد شى ء لا يؤمنون به ولا يصدقون بوجوده، إنما هو ضلال من ضلالهم.
وجاءت سورة « عبس » مفتتحة بهذا الموقف، الذي كان بين النبي وبين جماعة من المعاندين الضالين، الذين طمع النبي فى هدايتهم، فصرف إليهم وجهه كله، دون أن يلتفت إلى ذلك الأعمى، الذي آمن باللّه، والذي جاءه يطلب مزيدا من النور والهدى..
وكلّا، فإنه ليس ذلك من محامل دعوة النبي، التي رسم اللّه له طريقها فى قوله :« إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها ».. وهؤلاء الضالون المعاندون لا يخشون اللّه، ولا يؤمنون باليوم الآخر، ولن يؤمنوا أبدا مهما طال وقوفك معهم.. وكلا :« إِنَّها تَذْكِرَةٌ. فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ » (١)
المفردات :
رقم الآية... الكلمة... معناها
١... عَبَسَ... قطب وجهه الشريف - ﷺ -
١... وَتَوَلَّى... أعرض
٣... لَعَلَّهُ يَزَّكَّى... يتطهر من الجهل والذنوب
٤... يَذَّكَّرُ... يتعظ
٤... فَتَنْفَعُهُ الذِّكْرَى... تنفعه الموعظة
٥... أَمَّا َمن اسْتَغْنَى... عن الإيمان بالمال والجاه
٦... لَهُ تَصَدَّى... تتعرض بالإقبال عليه
٨... جَاءَكَ يَسْعَى... جاءك مسرعا ليتعلم
(١) - التفسير القرآني للقرآن للخطيب - (٢ / ٤٤٣)


الصفحة التالية
Icon