﴿ وهو الغفور الودود ﴾ الغفور للتائبين من الإثم مهما عظم وبشع. الودود لعباده الذين يختارونه على كل شيء. والود هنا هو البلسم المريح لمثل تلك القروح!
﴿ ذو العرش المجيد. فعال لما يريد ﴾.. وهي صفات تصور الهيمنة المطلقة، والقدرة المطلقة. والإرادة المطلقة.. وكلها ذات اتصال بالحادث.. كما أنها تطلق وراءه إشعاعات بعيدة الآماد.
ثم إشارة سريعة إلى سوابق من أخذه للطغاة، وهم مدججون بالسلاح.. ﴿ هل أتاك حديث الجنود. فرعون وثمود؟ ﴾ وهما مصرعان متنوعان في طبيعتهما وآثارهما. وورءاهما مع حادث الأخدود إشعاعات كثيرة.
وفي الختام يقرر شأن الذين كفروا وإحاطة الله بهم وهم لا يشعرون :﴿ بل الذين كفروا في تكذيب. والله من ورائهم محيط ﴾..
ويقرر حقيقة القرآن، وثبات أصله وحياطته :﴿ بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ ﴾.. مما يوحي بأن ما يقرره هو القول الفصل والمرجع الأخير، في كل الأمور. (١)
في السورة حملة على الكفار لاضطهادهم ضعاف المؤمنين والمؤمنات وفتنتهم إياهم عن الإسلام، وإشارة إنذارية إلى حادث مماثل، وتثبيت للمؤمنين وتذكير بمصائر البغاة كفرعون وثمود، وتنويه بقدر القرآن وحفظه وآياتها متصلة ببعضها نظما وموضوعا. (٢)
وفي نظم الدرر :
" مقصودها الدلالة على القدرة على مقصود الانشقاق الذي هو صريح آخرها من تنعيم الولي وتعذيب الشقي بمن عذبه في الدنيا ممن لا يمكن في العادة أن يكون عذابه ذلك إلا من الله وحده تسلية لقلوب المؤمنين وتثبيتا لهم على أذى الكافرين، وعلى ذلك الذي أحاط بكل شيء قدرة وعلما ) الرحمن ( الذي عم الخلائق عدلا وحلما ) الرحيم ( الذي خص أولياءه بإتمام النعمة عليهم عينا كما أظهره رسما." (٣)
فضلها :
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - ﷺ - كَانَ يَقْرَأُ فِى الْعِشَاءِ الآخِرَةِ بِالسَّمَاءِ يَعْنِى ذَاتِ الْبُرُوجِ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ."مسند أحمد (٤)
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - ﷺ - أَمَرَ أَنْ يُقْرَأَ بِالسَّمَوَاتِ فِى الْعِشَاءِ."مسند أحمد (٥).
(٢) - التفسير الحديث لدروزة - (١ / ٨٨٩)
(٣) - نظم الدرر ـ موافق للمطبوع - (٨ / ٣٧٦)
(٤) - مسند أحمد -﴿٢/٣٢٧﴾ (٨٥٥٤) ضعيف
(٥) - غاية المقصد فى زوائد المسند ١ - (١ / ٢٦٢) (٧٨٠) ومسند أحمد (٨٥٥٥) ضعيف