مظانهما همة في معرفة لطائف حجة اللَّه، وحرص على استيضاح معجزة رسول اللَّه بعد أن يكون آخذاً من سائر العلوم بحظ، جامعا بين أمرين تحقيق و حفظ كثير المطالعات، طويل المراجعات قد رجع زمانا ورجع إليه، وردّ وردّ عليه فارسا في علم الإعراب، مقدّما في حملة الكتاب وكان مع ذلك مسترسل الطبيعة منقادها، مشتعل القريحة وقادها يقظان النفس درّاكا للمحة وإن لطف ولقد رأيت إخواننا في الدين من أفاضل الفئة الناجية العدلية، الجامعين بين علم العربية والأصول الدينية، كلما رجعوا إلىّ في تفسير آية فأبرزت لهم بعض الحقائق من الحجب، أفاضوا في الاستحسان و التعجب و استطيروا شوقا إلى مصنف يضم أطرافا من ذلك حتى اجتمعوا إلىّ مقترحين أن أملى عليهم (الكشف عن حقائق التنزيل، وعيون الأقاويل في وجوه التأويل) فاستعفيت، فأبوا إلا المراجعة والاستشفاع بعظماء الدين وعلماء العدل و التوحيد و الذي حدانى على الاستعفاء على علمى أنهم طلبوا ما الإجابة إليه علىّ واجبة لأنّ الخوض فيه كفرض العين ما أرى عليه الزمان من رثاثة أحواله وركاكة رجاله وتقاصر هممهم عن أدنى عدد هذا العلم فضلا أن تترقى إلى الكلام المؤسس على علمى المعاني والبيان "
؟ تفسير فخر الدين الرازي (٦٠٦ هـ) وهو تفسير مطول، وقيم، وفيه كثير من المسائل العقلية والعقدية والفقهية والتفريعات واللطائف ويطيل النفس في ذلك، ويذكر أسباب النزول، وهو يدافع عن عصمة الأنبياء بقوة، ولكنه لا يخرج الأحاديث التي يذكرها في الأغلب، وفيه الصحيح والحسن والضعيف ـ ولا يخلو من بعض الآراء الشاذة.
؟؟ البحر المحيط لأبي حيان (٧٤٥ هـ)، وهو يركز على اللغة والبيان، وهو تفسير مطول، وهو يذكر مناسبة السور، والقراءات، والنحو والصؤف، وفيه أحاديث غير مخرجة، فيها الصحيح والحسن والضعيف، ولا يخلو من الإسرائليات.
؟؟ تفسير العلامة ابن كثير (٧٧٤ هـ)، وهو تفسير بالمأثور، وهو يقوم بتخريج الأحاديث والحكم عليها غالبا، ويذكر أسباب النزول، وينتقد الطبري أحياناً، وفيه الصحيح والحسن والضعيف، والواهي، وبعض الإسرائليات التي سكت عليها، وقد خدمه كثيرون في عصرنا اختصاراً وتحقيقاً.
وفي مقدة تحقيق هذا التفسير قالوا عنه :" يعد تفسير الحافظ ابن كثير، رحمه الله، من الكتب التي كتب الله لها القبول والانتشار، فلا تكاد تخلو منه اليوم مكتبة سواء كانت شخصية أو عامة.