تنزيه اللَّه تعالى وقدرته وتحفيظه القرآن لنبيه

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (٢) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (٣) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (٤) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (٥) سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (٦) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (٧) وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (٨)
سبب النزول : نزول الآية (٦) : سَنُقْرِئُكَ :
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ - ﷺ - : إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْوَحْيِ لَمْ يَفْرُغْ حَتَّى يُزَمَّلَ مِنَ الْوَحْيِ حَتَّى يَتَكَلَّمَ النَّبِيُّ - ﷺ - بَأَوَّلِهِ مَخَافَةَ أَنْ يُغْشَى عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ : لِمَ تَفْعَلُ ذَلِكَ ؟ قَالَ :" مَخَافَةَ أَنْ أَنْسَى "، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى " (١)
المفردات :
رقم الآية... الكلمة... معناها
١... سَبِّحِ... نزه اسم ربك الأعلى
١... الأَعْلَى... فوق كل شيء
٢... خَلَقَ فَسَوَّى... خلق كل شئ فأتقن خلقه
٣... قَدَّرَ فَهَدَى... قدر كل شئ ووجهه إلى ما خلق له
٤... أَخْرَجَ المَرْعَى... أنبت الكلأ والعشب
٥... غُثَآءً... يابسا
٥... أَحْوَى... أسود
٥... غُثَاءً أَحْوَى... هشيما متغيرا ( ابن عباس )
٦... سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى... لا تنس القرآن ( بإذننا )
٧... إِلاَّ مَا شَآءَ اللهُ... إلا ما شئنا أن تنساه
٨... ونُيَسِّرُكَ لليُسْرىَ... نصرفك للطريقة اليسرى وللشريعة الميسرة
المعنى الإجمالي:
أمر سبحانه رسوله أن ينزه اسمه عن كل ما لا يليق به واسم اللّه ما يعرف به، واللّه إنما يعرف بصفاته من نحو كونه عالما قادرا حكيما، وهذا الاسم هو الذي يوصف بأنه ذو الجلال والإكرام، وهو المراد بالوجه فى قوله :« وَ يَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ » وهو المذكور فى قوله :« وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها » أي علمه رسوم الأشياء وما تعرف به.
(١) -التفسير المنير فى العقيدة والشريعة والمنهج ج ٣٠، ص : ١٨٩و الْمُعْجَمُ الْكَبِيرُ لِلطَّبَرَانِيِّ ( ١٢٤٨٣ ) ضعيف جدا


الصفحة التالية
Icon