هول القيامة وأحوال أهل النار

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (١) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (٢) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (٣) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (٤) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (٥) لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (٦) لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (٧)
المفردات :
رقم الآية... الكلمة... معناها
١... الغَاشِيَةِ... القيامة، تغشي الناس وتعميهم
٢... خَاشِعَةٌ... ذليلة
٣... عَامِلَةٌ... عملت بالمعاصي
٣... نَاصِبَةٌ... تعبة بالأغلال وشاق الأعمال يوم القيامة
٤... تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً... تلفحها نار شديدة الحرارة
٥... عَيْنٍ آنِيَةٍ... عين بلغت غايتها في الحرارة
٦... ضَرِيعٍ... شجرة ذات شوك لاطئه بالأرض وهو من شجر النار
٧... لا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ... لا يدفع جوعا
المعنى الإجمالي:
هل سمعت قصة ذلك اليوم العظيم ؟! إنه يوم يغشى الناس بالعذاب، ويغشى فيه وجوههم النار، يوم يفترق فيه الناس إلى الفريقين، فريق وجوهه يغشاها العذاب خاشعة ذليلة مما رأته من الإهانة والذل وقد كانت في الدنيا تعمل وتتعب، ولكنها لم تأخذ شيئا وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً ثم هي تقاسى النار وحرها بما قدمت من سيّئ الأعمال، وهي تسقى من عين شديدة الحرارة، إذا عطشت، حتى إذا خوت بطونهم وأحسوا بالجوع والحرمان جيء لهم بطعام من ضريع، لا يسمن لحما، ولا يدفع جوعا، فلا غناء فيه ولا فائدة. وقانا اللّه شرها - فهي فوق ما يتصور العقل، نار وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين. (١)
التفسير والبيان :
هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ ؟ أي هل بلغك يا محمد حديث القيامة وعلمت خبره، وسميت غاشية : لأنها تغشى الخلائق بأهوالها وأفزاعها، والمراد : لم يأتك سابقا حديث هذه الداهية، وقد أتاك الآن فاستمع، فلا يراد من التعبير حقيقة الاستفهام، وإنما يراد منه تشويق السامع إلى استماعه، وتعجيبه مما سيذكر بعده. والمعنى : قد جاءك يا محمد حديث الغاشية.
(١) - التفسير الواضح، ج ٣، ص : ٨٥٨


الصفحة التالية
Icon