مرحلتين الأولى كاملا قبل السجن، والثانية بعد السجن وهو ما يظهر في الأجزاء الثلاثة عشر الأولى منه، وفيها يظهر المنهج الحركي الواقعي له بشكل دقيق جدا، وقد أفرده الدكتور صلاح عبد الفتاح خالدي حفظه الله برسالة دكتوراه (( المنهج الحركي في ظلال القرآن))
وغالب الانتقادات التي وجهت لهذا التفسير إما أنها وجهت لآراء سابقة قالها السيد وتراجع عنها، أو فهمت على غير سياقها الذي قصده أو حمِّلت ما لا تحتمل ونحو ذلك، وهو مع هذا بشر يخطئ ويصيب، وغالب منتقديه عندهم أخطاء أكثر منه، ولكنهم لا ينظرون إلا إلى أخطاء غيرهم، وكلٌّ منا يؤخذ من قوله ويردُّ إلا صاحب هذا القبر (( - ﷺ - )) كما قاله الإمام مالك رحمه الله.
؟؟؟ التحرير والتنوير - الشيخ محمد الطاهر بن عاشور، قال في مقدمة تفسيره :" وقد اهتممت في تفسيري هذا ببيان وجوه الإعجاز ونكت البلاغة العربية وأساليب الاستعمال، واهتممت أيضا ببيان تناسب اتصال الآي بعضها ببعض، وهو منزع جليل قد عني به فخر الدين الرازي، وألف فيه برهان الدين البقاعي كتابه المسمى نظم الدرر في تناسب الآي والسور إلا أنهما لم يأتيا في كثير من الآي بما فيه مقنع، فلم تزل أنظار المتأملين لفصل القول تتطلع، أما البحث عن تناسب مواقع السور بعضها إثر بعض، فلا أراه حقا على المفسر. ولم أغادر سورة إلا بينت ما أحيط به من أغراضها لئلا يكون الناظر في تفسير القرآن مقصورا على بيان مفرداته ومعاني جمله كأنها فقر متفرقة تصرفه عن روعة انسجامه وتحجب عنه روائع جماله. واهتممت بتبيين معاني المفردات في اللغة العربية بضبط وتحقيق مما خلت عن ضبط كثير منه قواميس اللغة. وعسى أن يجد فيه المطالع تحقيق مراده، ويتناول منه فوائد ونكتا على قدر استعداده، فإني بذلت الجهد في الكشف عن نكت من معاني القرآن وإعجازه خلت عنها التفاسير، ومن أساليب الاستعمال الفصيح ما تصبو إليه همم النحارير، بحيث ساوى هذا التفسير على اختصاره مطولات القماطير، ففيه أحسن ما في التفاسير، وفيه أحسن مما في التفاسير. وسميته تحرير المعنى السديد، وتنوير العقل الجديد، من تفسير الكتاب المجيد. واختصرت هذا الاسم باسم التحرير والتنوير من التفسير " (١)